مع سقوط نظام الأسد في سوريا الشهر الماضي، تصاعدت تحذيرات من احتمالية تعرُّض البلاد للتقسيم خاصة في ظل انتشار السلاح وتعدُّد المكونات السورية.
وجدَّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم الأربعاء، التحذير من خطر التقسيم، مشدداً على أن الوضع الراهن لا يضمن وحدة البلاد واستقرارها.
تحذيرات غوتيريش من تقسيم سوريا
أكد غوتيريش أن تقسيم سوريا لا يزال احتمالاً قائماً، في ظل سيطرة قوات “قسد” على مناطق واسعة شمال شرقي البلاد، واستمرار التدخلات التركية، بالإضافة إلى التوغلات الإسرائيلية في الجنوب.
وأشار إلى أن استمرار هذه التدخلات قد يؤدي إلى تصعيد عرقي وطائفي، مع غياب أي حلول سياسية شاملة.
كما حذر من تنامي التطرف في البلاد إذا استمرت الأوضاع دون معالجة جذرية.
التحذيرات السابقة من خطر التقسيم
ليست هذه المرة الأولى التي يُثار فيها خطر تقسيم سوريا، فخلال خلال السنوات الماضية، أصدرت عدة جهات دولية تقارير تحذر من احتمال انقسام البلاد إلى مناطق نفوذ تخضع لسيطرة أطراف إقليمية ودولية.
وأشارت هذه التحذيرات إلى أن استمرار النزاع المسلح والتدخلات الخارجية يعمق الانقسامات المجتمعية، ما يهدد بفقدان وحدة الدولة السورية بشكل دائم.
في 2017، على سبيل المثال، أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً من أن استمرار القتال بين الأطراف المختلفة قد يؤدي إلى ترسيم حدود أمر واقع لمناطق النفوذ، وهو ما يعزز احتمالات التقسيم.
كما أشار خبراء دوليون إلى أن الأطماع الجيوسياسية لبعض الدول الإقليمية قد تدفع باتجاه تحويل سوريا إلى “كنتونات” عرقية وطائفية.
خطة إسرائيلية لتقسيم سوريا
وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” قد كشفت في تقرير سابق عن اجتماع سري عقده مجلس الوزراء الإسرائيلي لمناقشة مستقبل الدولة السورية بعد سقوط الأسد.
وناقش الاجتماع، الذي ترأسه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إمكانية الدعوة إلى مؤتمر دولي لتقسيم سوريا إلى كانتونات.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاقتراح يهدف إلى ضمان أمن المجموعات العرقية المختلفة في البلاد وحماية المصالح الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعاً خاصاً خلال الأيام المقبلة للنظر في تداعيات هذا المقترح، مع التركيز على دور تركيا في سوريا، والذي تعتبره إسرائيل تهديداً مباشراً لأمنها.
المخاطر التي تهدد وحدة سوريا
وفق مراقبون فإن تقسيم سوريا سيمثل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي، حيث سيؤدي إلى خلق حالة من الفوضى الدائمة، ويعزز النزاعات المسلحة بين المكونات المختلفة.
كما سيؤدي التقسيم إلى إضعاف الدولة المركزية، مما يجعلها عرضة لتدخلات أطراف إقليمية ودولية متعددة، ويقوض أي جهود لإعادة الإعمار أو تحقيق الاستقرار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تقسيم البلاد قد يشجع الحركات الانفصالية في مناطق أخرى من المنطقة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويهدد الأمن الإقليمي ككل.
اقرأ أيضًا: الشرع يغازل ترامب.. ماذا قال زعيم سوريا الجديد عن الرئيس الأمريكي؟
0 تعليق