باحثة لـ “خاص عن مصر”: السودان بحاجة لاتفاق سياسي والحرب تهدد البلاد بالتفكك - شبكة أطلس سبورت

213 0 تعليق ارسل طباعة

تصاعد الصراع في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد.

وتري الباحثة في الشؤون الإفريقية سارة هشام أن هذا الصراع يشكل تهديداً لاستقرار منطقة القرن الإفريقي، ويعكس تعقيدات المشهد السياسي السوداني بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير في 2019.

أسباب اندلاع النزاع في السودان

وقالت هشام  لـ “خاص عن مصر”: إن الفراغ السياسي الذي أعقب سقوط البشير أدى إلى تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث سعى الجيش لتعزيز سيطرته على مؤسسات الدولة بينما حاولت قوات الدعم السريع الحفاظ على نفوذها، هذا التنافس على السلطة ساهم في اندلاع نزاع مسلح اتسم بالعنف العرقي والتدمير الواسع للبنية التحتية.

جمهورية الكادمول.. تفاصيل العالم السري لمليشيا الدعم السريع في السودان

عنف غير مسبوق في السودان

وتصف هشام الصراع الحالي بأنه غير مسبوق من حيث مستوى العنف العرقي، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين القبائل داخل السودان وانتشار خطاب الكراهية، وتؤكد أن الجماعات المسلحة تعمل كوكلاء لقوى خارجية، مما يزيد من تعقيد الوضع، كما أن المدنيين يعانون من ظروف مأساوية نتيجة القتال العنيف، مع غياب ملحوظ للتدخل الدولي.

الوضع في الفاشر

تشير هشام إلى أن مدينة الفاشر تحولت إلى مركز للصراع، حيث تحاصرها قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، وتتعرض المدينة لغارات عنيفة وقصف عشوائي، مما تسبب في نزوح واسع للسكان وتدهور الوضع الإنساني، وتؤكد أن قوات الدعم السريع لم تقدم نموذج حكم مقبولاً، حيث تنتشر في المناطق الخاضعة لسيطرتها أعمال السلب والنهب والانتهاكات ضد المدنيين.

موازين القوى العسكرية في السودان

وتعتقد الباحثة أنه رغم أن قوات الدعم السريع سجلت نجاحات في بداية الحرب بفضل استعدادها الجيد، إلا أن الجيش السوداني تمكن مؤخراً من تحقيق انتصارات كبيرة، فقد استعاد السيطرة على مصفاة الجيلي النفطية ومنطقة التصنيع الحربي شمال بحري، كما أعاد تشكيل قوات العمليات الخاصة وعزز قدراته العسكرية، مما ساهم في قلب موازين القوى لصالحه.

مستقبل الصراع وآفاق الحل

تؤكد هشام أن نهاية الحرب قد تتطلب اتفاقاً سياسياً شاملاً، رغم أن الحكومة السودانية تصر على خروج الدعم السريع من المشهد السياسي والعسكري، وفي الوقت نفسه، تظل قوات الدعم السريع عازمة على مواصلة القتال، مستهدفة السيطرة على مدينة الفاشر لتعزيز موقفها التفاوضي.

وتحذر الباحثة من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى تفكك الدولة السودانية وتفاقم الأزمات الإنسانية، مع خطر انتقال الفوضى إلى دول الجوار مثل ليبيا وتشاد ومصر وإثيوبيا وإريتريا، مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها.

اقرأ أيضا

يوم دموي في السودان.. ماذا حدث في سوق أم درمان الشعبي؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار ذات صلة

0 تعليق