القاهرة (خاص عن مصر)-تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربة قاسية، بعد سلسلة استقالات بين كبار قياداته تم الإعلان عنها اليوم الثلاثاء.
وجاءت الاستقالات بالتزامن مع إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين بالضفة الغربية.
فشل جيش الاحتلال
وحسب وكالة “مونت كارلو” الفرنسية، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، عن استقالته من منصبه، معترفًا بمسؤوليته عن “إخفاق الجيش” في التصدي لعملية 7 أكتوبر التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، وأشعلت فتيل حرب متعددة الجبهات.
وأوضح هاليفي في بيان صادر اليوم الثلاثاء، أن الاستقالة ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من مارس المقبل.
وتفصيلًا، قال في البيان الصادر عنه: “في هذه المرحلة، بعد أن حقق الجيش الإسرائيلي إنجازات كبيرة وهو بصدد تنفيذ صفقة لتحرير الرهائن، أطالب بإعفائي من منصبي يوم 6 مارس 2025”.
وأضاف: “في الفترة المتبقية، سأستكمل التحقيقات وأحافظ على آلية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الأمنية”.
ولفت إلى أنه سيقوم بنقل القيادة بشكل نوعي وشامل إلى خليفته، مؤكدًا أنه وجه رسالة إلى وزير الدفاع ورئيس الوزراء في هذا الشأن.
وبذلك سيغادر هاليفي بعد أيام من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، أن نتنياهو تحدث مع هاليفي بعد إعلان الاستقالة، وشكره على سنوات خدمته الطويلة.
وأضاف البيان “من المقرر أن يلتقي الاثنان في الأيام المقبلة”.
من يحل محل هاليفي؟
وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تعد هذه هي المرة الأولى منذ 17 عامًا التي يستقيل فيها رئيس أركان جيش الاحتلال قبل إكمال فترة ولايته.
ولم يتضح من سيحل محل هاليفي، لكن قالت صحيفة “يديعوت آحرونوت” العبرية، إن المرشحين لخلافة رئيس الأركان هما النائبان: إيال زمير، الذي يشغل حاليا منصب مدير عام وزارة الجيش، واللواء أمير برعام.
ولفتت إلى أنه من المحتمل أن يكون من بين الأسماء المرشحة، قائد القيادة الشمالية، أوري جوردين، وقائد قيادة الجبهة الداخلية، رافي ميلو.
استقالة قائد القيادة الجنوبية
وعقب ذلك، أعلن قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي يارون فينكلمان، استقالته، مرجعًا السبب بأنه مسؤول عن إخفاقات جيش الاحتلال في الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023.
وقال فينكلمان في خطاب استقالته “في 7 أكتوبر، فشلت في أداء واجبي في حماية النقب الغربي وسكانه. هذا الفشل محفور في داخلي مدى الحياة”.
وأضاف “لقد وجهنا في هذه الحرب ضربة قاسية لحماس. والمهمة لم تكتمل بعد!”، لافتًا إلى أنه يجب الاستمرار في الهجمات من أجل إعادة الرهائن المتبقية إلى إسرائيل.
ردود فعل واسعة
وفور هذه الاستقالات التي ضربت جيش الاحتلال، سارع المتطرف اليميني إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي السابق الذي استقال من حكومة بنيامين نتنياهو، إلى التعليق.
وقال: “أتوقع تعيين رئيس أركان جديد قوي وعدواني. شخص يقودنا إلى هزيمة حماس”.
فيما هنأ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، هاليفي على قراره بالاستقالة، مطالبًا نتنياهو وحكومته بالسير على خطاه وتقديم استقالتهم أيضًا.
وقال لابيد: “يجب على رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها تحمل المسؤولية والاستقالة الآن”.
أما رئيس حزب المعسكر الوطني بيني جانتس، فوجه الشكر إلى هاليفي بصفته محارب، لكنه قال: “رئيس الأركان مسؤول عن الفشل العسكري الذي أدى إلى كارثة 7 أكتوبر، وهو أيضًا مسؤول عن التعافي الهائل للجيش”.
ودعا جانتس نتنياهو إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية بشأن أحداث 7 أكتوبر و”قيادة إسرائيل نحو انتخابات جديدة حتى يتم تشكيل حكومة قادرة على استعادة ثقة المواطنين”.
استقالات بعد وقف النار في غزة
وأتت استقالة هاليفي عقب تصريحات له يشدد فيها على ضرورة أن تكون إسرائيل “مستعدة لعمليات كبيرة في الضفة الغربية خلال الأيام القادمة”.
كما جاءت الاستقالات بعد بدء دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، الأحد الماضي، والذي يشمل 3 مراحل يتم خلالها الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
يذكر أن أول قائد عسكري إسرائيلي استقال بسبب فشل الرد على هجمات 7 أكتوبر هو رئيس الاستخبارات أهارون حاليفا، الذي استقال من منصبه في أبريل الماضي.
وقد تحمل رؤساء أجهزة الشاباك والموساد المسؤولية عن عملية المقاومة الفلسطينية، لكنهم لم يشيروا إلى الاستقالة.
0 تعليق