مع استئناف حفر حقل ظهر.. فيتش سوليوشنز ترفع توقعاتها لإنتاج الغاز في مصر - شبكة أطلس سبورت

213 0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة (خاص عن مصر)- يستعد قطاع النفط والغاز في مصر لانتعاش متواضع بعد استئناف أنشطة الحفر في حقل ظهر للغاز والتقدُّم المُحرز في مشروع غاز ريفن.

قامت فيتش سوليوشنز بمراجعة توقعاتها لإنتاج الغاز في مصر، مما يعكس التركيز المتجدد للبلاد على تسويق احتياطياتها من الغاز. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن التوقعات طويلة الأجل لا تزال هبوطية بسبب اتجاهات الإنتاج المتراجعة وتوقعات الطلب الثابتة.

توقعات إنتاج الغاز المنقحة تشير إلى نمو قصير الأجل

رفعت فيتش سوليوشنز توقعاتها لإنتاج الغاز في مصر في الربع الأول من عام 2025، مشيرة إلى استئناف الحفر في حقل ظهر، الذي تديره شركة الطاقة الإيطالية العملاقة إيني، والتقدم المحرز في مشروع غاز ريفن التابع لشركة بي بي.

يمثل حقل ظهر، الذي ينتج حاليًا حوالي 2 مليار قدم مكعب يوميًا (20.7 مليار متر مكعب سنويًا)، 35% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز. وتستهدف إيني زيادة الإنتاج بمقدار 220 مليون قدم مكعب إضافية يوميًا، مما يسهم في زيادة متوقعة بنسبة 2.5% في إنتاج مصر من الغاز في عام 2025، مع توقع نمو إضافي بنسبة 1.0% في عام 2026.

وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، تحذر فيتش سوليوشنز من أن إنتاج مصر من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي من المتوقع أن ينخفض ​​بنسبة 1.0% في عامي 2025 و2026، بمتوسط ​​638.510 و628.700 ألف برميل يوميًا على التوالي. ويؤكد هذا التباعد على الأولوية الاستراتيجية لمصر للغاز على النفط في قطاع الطاقة.

اقرأ أيضًا: جراح بريطاني ينتقد دور بلاده في غزة.. رأيت الجحيم يلاحق الأطفال

التحديات في حقل ظهر ومشروع ريفن

يأتي استئناف الحفر في ظهر بعد التأخير الناجم عن القيود المالية. وتشير التقارير إلى أن الحكومة المصرية مدينة لشركة إيني وشركات نفطية دولية أخرى بنحو 6.1 مليار دولار بحلول يونيو 2024، وهو ما يمثل عجزًا في الموازنة.

من المقرر أن تبلغ 6.1 مليار دولار بحلول يونيو 2024، وهو ما يؤدي إلى تأجيل الاستثمارات. وكانت إيني تخطط في البداية لاستثمار 160 مليون دولار في النصف الثاني من عام 2024، لكنها واجهت انتكاسات بسبب المتأخرات غير المدفوعة.

وفي الوقت نفسه، يتقدم مشروع غاز رافين التابع لشركة بي بي، حيث تتضمن المرحلة الثانية حفر بئرين جديدتين في حقل كينج. ومن المتوقع أن تضيف هذه المرحلة 200 مليون قدم مكعب يوميًا (2 مليار متر مكعب سنويًا) إلى إنتاج مصر من الغاز.

تُعَد هذه المبادرات بالغة الأهمية لعكس اتجاه الانخفاض الذي استمر لمدة ثلاث سنوات في إنتاج الغاز، والذي بلغ أدنى مستوى له عند 3.691 مليار متر مكعب في نوفمبر 2024 – وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2016.

نظرة هبوطية طويلة الأجل وسط انخفاض الاكتشافات

في حين تبدو التوقعات قصيرة الأجل واعدة، تسلط فيتش سوليوشنز الضوء على اتجاه مثير للقلق في الأمد المتوسط ​​إلى الطويل. ومن المتوقع أن يؤدي غياب الاكتشافات المؤكدة الجديدة والافتقار إلى المشاريع التي تقترب من قرار الاستثمار النهائي (FID) إلى انخفاض إنتاج الغاز. وبحلول عام 2034، من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج مصر من الغاز إلى 42.2 مليار متر مكعب سنويًا.

ويشكل هذا التراجع تحديات كبيرة لقطاع الطاقة في مصر، خاصة وأن الاستهلاك المحلي من المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي قدره 2.0%، مدفوعًا بالطلب من قطاع الكهرباء وحقول النفط. وعلى الرغم من انخفاض استهلاك الغاز بنسبة 27.0% على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أن عام 2024 شهد انخفاضًا هامشيًا بنسبة 0.4% فقط، مما أدى إلى تفاقم نقص الطاقة المحلية ودفع سياسات تقنين الغاز منذ يوليو 2023.

الاعتماد على الواردات وعجز الطاقة

لمعالجة اختلال التوازن بين العرض والطلب، اعتمدت مصر بشكل متزايد على واردات الغاز من إسرائيل واستأجرت محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال من الأردن.

تكشف البيانات الواردة من قاعدة بيانات الطاقة المشتركة أن مصر استوردت 3.9 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال و9.2 مليار متر مكعب من الغاز عبر خطوط الأنابيب من إسرائيل بين يناير ونوفمبر 2024، وهو ما يغطي ما يقرب من 22.9% من إجمالي الطلب خلال تلك الفترة.

ومع ذلك، فإن هذه التدابير لها قيود تشغيلية. ويحذر الخبراء من أنه في غياب النمو المستدام في الإنتاج المحلي على مدى العامين المقبلين، قد تواجه مصر ضغوطًا متجددة على الإمدادات، مما يؤدي إلى تفاقم العجز في الطاقة وإعاقة خطط استئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال.

توقفت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال منذ مارس 2024، حيث تم تصدير 854 مليون متر مكعب فقط في العام الماضي. وتستهدف الحكومة استئناف الصادرات بحلول عام 2027، لكن هذا الهدف لا يزال غير مؤكد في ظل التحديات الحالية.

التعافي الاقتصادي ومبادرات الطاقة المتجددة

من المتوقع أن يعزز التعافي الاقتصادي في مصر الطلب على الطاقة، حيث تتوقع فيتش سوليوشنز نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 3.9٪ في عام 2025 و5.1٪ في عام 2026.

للتخفيف من عجز الطاقة، تسعى الحكومة إلى استراتيجيات مزدوجة: الحد من استهلاك الغاز الطبيعي من خلال مشاريع الطاقة المتجددة وزيادة الإنتاج من خلال تحفيز الشركاء الأجانب وتسوية المستحقات المستحقة.

ويؤكد تقرير مورجان ستانلي الأخير على استمرار العجز التجاري النفطي، والذي بدأ في السنة المالية 2021/2022 ومن المتوقع أن يستمر حتى 2025/2026. وهذا يسلط الضوء على مدى إلحاح جهود مصر لتحقيق التوازن في قطاع الطاقة وتحقيق النمو المستدام.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق