شبكة أطلس سبورت

الشيباني يغازل الكرد.. سر تغريدة وزير الخارجية المثيرة للجدل في سوريا؟ - شبكة أطلس سبورت

في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة، أطلق وزير خارجية سوريا، أسعد الشيباني، رسالة طمأنة إلى المكون الكردي في البلاد، مؤكداً على أهميتهم ودورهم في النسيج الاجتماعي السوري.

وجاءت تصريحات الشيباني عبر تغريدة نشرها باللغة الكردية عبر حسابه على منصة “إكس”، لتثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية  داخل سوريا، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، وأبرزها مسألة سلاح قوات  (قسد) واندماجها في الجيش العربي السوري.

 الأزمة بين قسد وحكومة سوريا

ومنذ سقوط نظام الأسد في سوريا، تشكل مسألة سلاح قسد أحد أهم العقبات التي تحول دون تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في سوريا.

لا نريد دولة أو انفصالًا.. أكراد سوريا: جاهزون لتسليم النفط ووضع سلاحنا في هذه الحالة

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا، وتمتلك قوة عسكرية كبيرة، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الحكومة السورية والدول الإقليمية. وتتخوف هذه الأطراف من أن يشكل وجود سلاح بهذا الحجم خارج إطار الدولة تهديداً لوحدة البلاد وأمنها.

من جانبها، ترى قسد أن الاحتفاظ بسلاحها ضروري لحماية المكتسبات التي حققتها خلال سنوات الحرب، وللتصدّي لأي تهديدات خارجية، لا سيما من جانب تركيا التي تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي تقوده قسد امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية.

رسائل الشيباني

في سياق هذا الجدل، جاءت تصريحات الشيباني لتؤكد حرص الحكومة السورية على بناء علاقات جديدة مع المكون الكردي، مبنية على أسس الشراكة والمساواة. وقد حملت هذه التصريحات عدة رسائل مهمة، منها:

وفق مراقبون فإن استخدام الوزير للغة الكردية في تغريدته يعدّ اعترافًا صريحًا بالهوية الكردية، وهو ما يمثل خطوةً مهمةً في بناء الثقة بين الطرفين.

وفي تغريدته، شدد الشيباني على أهمية بناء بلدٍ يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة، وهو ما يعكس رغبة الحكومة في تجاوز الانقسامات الطائفية والعرقية التي مزقت النسيج الاجتماعي السوري.

كما تمثل التغريدة بحسب مراقبون، دعوة صريحة للحوار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، بهدف التوصل إلى حلول توافقية للقضايا العالقة.

ردود الفعل داخل سوريا

أثارت تصريحات الشيباني ردود فعل متباينة في الشارع السوري وفي الأوساط السياسية. فرحب العديد من الأكراد بهذه الخطوة، واعتبروها مؤشرًا إيجابيًا على تغير في النهج الحكومي تجاه قضيتهم.

إلا أن هناك مَن يرى أن هذه التصريحات لا تتعدى كونها مجرد خطاب سياسي، وأن الحكومة السورية لن تتنازل عن مطالبها الأساسية، وعلى رأسها تسليم السلاح.

اقرأ أيضًا: غضب شعبي في سوريا بعد إزالة صور المعتقلين والمفقودين من قلب دمشق

وبحسب مراقبين فإن تصريحات وزير الخارجية السوري باللغة الكردية تمثل خطوة مهمة في مسار المصالحة الوطنية في سوريا، إلا أنها لا تكفي وحدها لحل الأزمة الكردية. فالمطلوب الآن هو فتح حوار جاد وعميق بين جميع الأطراف المعنية، بهدف التوصل إلى حلول توافقية تضمن حقوق جميع السوريين.

ووفق الخبراء فإن الطريق نحو المصالحة الوطنية في سوريا ما زال طويلاً وشائكاً. فبالإضافة إلى مسألة سلاح قسد، هناك العديد من القضايا الشائكة التي يجب معالجتها، مثل شكل النظام السياسي المستقبلي لسوريا، وتوزيع السلطة والثروات، ومستقبل المناطق التي تسيطر عليها قسد.

سوريا الجديدة تعاقب بوتين.. إلغاء اتفاقية الاستثمار الروسي في مرفأ طرطوس

أخبار متعلقة :