في أحدث تطوُّر للأزمة المتصاعدة في الكونغو، حثَّت وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية، تيريز كايكوامبا فاغنر، أندية أرسنال وبايرن ميونخ وباريس سان جيرمان على إنهاء اتفاقيات الرعاية مع حملة “زر رواندا” في أعقاب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في شرق الكونغو.
تصاعد الأزمة الإنسانية في جوما
وقالت وزارة الصحة في الكونغو يوم السبت، إن قرابة 800 جثة تم العثور عليها في مشارح مستشفيات حول مدينة جوما نتيجة للهجوم الذي شنته حركة 23 مارس “إم 23” المدعومة من رواندا في محاولة للسيطرة على المدينة التي تعد مركزًا لمناجم الذهب والكولتان والقصدير.
ووفق تقارير فقد أدى هذا التصعيد إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين؛ مما فاقم الأزمة الإنسانية القديمة في المنطقة.
وأفادت الأمم المتحدة بوقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان شملت إعدامات ميدانية وقصف مخيمات النازحين بالإضافة إلى تقارير عن حالات اغتصاب جماعي وأعمال عنف جنسي أخرى.
دعوة الأندية لإنهاء الشراكات مع رواندا
في رسائل وجهتها للأندية الثلاثة هذا الأسبوع شككت وزيرة خارجية الكونغو في اتساق صفقات الرعاية مع المبادئ الأخلاقية العليا مستشهدة بتقرير أممي أشار إلى وجود 4 آلاف جندي رواندي نشط في الكونغو.
وأضافت: “الآلاف محاصرون في جوما دون إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والأمن. الراعي الخاص بكم مسؤول مباشرة عن هذه المعاناة. إذا لم يكن من أجل ضمائركم، فيجب عليكم إنهاء اتفاقية الرعاية من أجل ضحايا العدوان الرواندي”.
حركة 23 مارس في الكونغو
بحسب تقارير فقد تأسست حركة 23 مارس في عام 2012 من قبل متمردين سابقين في جماعة الكونغو للتحرير الوطني مدعية الدفاع عن مصالح أقلية التوتسي في الكونغو.
عرفت الحركة بشنها تمرداً واسع النطاق ضد الحكومة الكونغولية وسيطرت لفترة وجيزة على مدينة غوما قبل أن تهزم عسكرياً عام 2013. ومع ذلك عادت الحركة لتنشط مجدداً منذ عام 2021 مدعومة حسب تقارير دولية من رواندا مما ساهم في زعزعة استقرار المنطقة الشرقية للكونغو.
وتتبنى الحركة أساليب عسكرية معقدة وتستفيد من تضاريس المنطقة الوعرة، مما يجعل من الصعب القضاء عليها بشكل كامل.
الخلاف بين الكونغو ورواندا
تتهم الكونغو رواندا بدعم حركة “إم 23” لنهب المعادن الثمينة من أراضيها. في المقابل تدعي رواندا أنها تدافع عن نفسها ضد ميليشيات يقودها الهوتو متهمة الجيش الكونغولي بالتعاون مع هذه الجماعات المسلحة.
وتعود جذور التوترات بين البلدين إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 التي فر بعدها العديد من الهوتو إلى الكونغو.
شراكات رياضية مثيرة للجدل
وقع بايرن ميونخ شراكة مع رواندا لتطوير كرة القدم والترويج السياحي لمدة خمس سنوات في عام 2023 بينما ترتبط “زر رواندا” بشراكة رعاية مع باريس سان جيرمان منذ 2019. ولم تصدر الأندية الثلاثة أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن هذه الدعوات.
إدانة دولية
أدان وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، بشدة، الهجوم الكبير الذي شنته حركة إم23 المتمردة، المدعومة من رواندا، وحثوا الحركة وقوات الدفاع الرواندية على وقف هجومهما.
وفي بيان صادر عن كندا، التي تتولى رئاسة مجموعة السبع، أعرب وزراء الخارجية عن قلقهم البالغ إزاء الاستيلاء على مينوفا وساكي وجوما، وحثوا جميع الأطراف على حماية المدنيين.
وقال الوزراء إن “هذا الهجوم يشكل تجاهلاً صارخاً لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها”، مشيرين إلى الزيادة الكبيرة في أعداد المدنيين النازحين وتدهور الأوضاع الإنسانية.
اقرأ أيضًا: يوم دموي في السودان.. ماذا حدث في سوق أم درمان الشعبي؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :