القاهرة (خاص عن مصر)- شارك رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى رؤيته لإعادة إعمار غزة، بهدف تحويل المنطقة المدمرة إلى رمز للسلام والاستقرار الإقليمي، وحدد مصطفى خطط إعادة بناء غزة بمساعدة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مؤكداً على الحاجة إلى تحول سياسي من شأنه أن يرى حماس والقوات الإسرائيلية تطرد من المنطقة، ومع ذلك، تأتي مقترحات مصطفى بشرط رئيسي واحد: لا ينبغي تهجير سكان غزة كجزء من هذه العملية.
في مقابلة مع تليفزيون بلومبرج، أعرب مصطفى عن تفاؤل حذر بشأن الدور المحتمل للرئيس دونالد ترامب في تسهيل إعادة الإعمار هذه، وعلى الرغم من اقتراح ترامب المثير للجدل بنقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، رفض مصطفى هذه الفكرة بشدة، قائلاً: “إنهم عازمون على الاستمرار في العيش في غزة، يمكننا إصلاح المكان دون تشريدهم”.
حل الدولتين بحكومة واحدة
وفقًا لمصطفى، تتجاوز خطة إعادة الإعمار إعادة البناء المادي وتدعو إلى مشهد سياسي متجدد في غزة، يتصور رئيس الوزراء الفلسطيني دولة فلسطينية موحدة تضم كل من الضفة الغربية وغزة، يحكمها السلطة الفلسطينية وليس حماس، وزعم مصطفى أنه في حين يمكن لحماس الاستمرار في الوجود ككيان سياسي وثقافي، إلا أنه لا ينبغي لها أن تحكم غزة أو تحافظ على وجودها العسكري.
وأكد مصطفى: “نتوقع حكومة واحدة ونظامًا واحدًا ومؤسسة واحدة وقوة شرطة واحدة”، مشيرًا إلى اعتقاده بأن النهج السياسي الموحد فقط هو الذي يمكن أن يضمن السلام الدائم، ومع ذلك، فإن احتمال حكم السلطة الفلسطينية في غزة يقابل بالتشكك، خاصة بالنظر إلى صعود حماس إلى السلطة بعد الانتخابات التشريعية لعام 2006، والتي كانت مدفوعة جزئيًا بالاستياء من حكم السلطة الفلسطينية.
التحديات في إعادة إعمار غزة وسط وقف إطلاق النار
جاءت تعليقات مصطفى خلال الأسبوع الثاني من وقف إطلاق النار الهش الذي دام 42 يومًا بين إسرائيل وحماس، والذي بدأ بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023. لقد سمح وقف إطلاق النار بالإفراج الجزئي عن السجناء والرهائن الفلسطينيين، على الرغم من أن التوترات لا تزال مرتفعة.
إن عدم اليقين المحيط بحكم غزة في المستقبل يتفاقم بسبب إحجام إسرائيل عن السماح للسلطة الفلسطينية بتولي السيطرة، مستشهدة بمخاوف بشأن علاقات السلطة الفلسطينية مع حماس وعدائها المتصور للمصالح الأمنية الإسرائيلية.
إن موقف إسرائيل معقد بسبب نفوذ الفصائل اليمينية المتطرفة داخل حكومة نتنياهو الائتلافية، والتي يدافع بعضها عن إعادة بناء المستوطنات في غزة، وهي المنطقة التي أخلتها إسرائيل عام 2005.
وعلى النقيض من ذلك، يظل مصطفى حازمًا في اعتقاده بأن السلام وإعادة الإعمار لا يمكن أن ينجحا إلا من خلال إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا وتحكمها السلطة الفلسطينية.
اقرأ أيضا.. حفرة بحجم مانشستر.. اكتشاف كويكب جديد يشكل خطرًا على الأرض عام 2032
خطة ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة وردود الفعل الإقليمية
أثار اقتراح الرئيس ترامب الأخير بإعادة توطين سكان غزة في مصر أو الأردن جدلاً كبيرًا، وعلى الرغم من تأكيد ترامب على أنه يمكن إقناع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ملك الأردن بقبول سكان غزة، إلا أن كلا البلدين رفضا الفكرة، وقد وصف السيسي الخطة بأنها “ظلم”، مسلطاً الضوء على الديناميكيات الجيوسياسية المعقدة التي تلعب دوراً في المنطقة.
ومع ذلك، يرى مصطفى فرصة لنوع مختلف من التحول الإقليمي، فهو يعتقد أن إعادة بناء غزة توفر فرصة لإعادة تشكيل السياسة في الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ويزعم أن مثل هذا التطور من شأنه أن يشكل خطوة رئيسية نحو السلام الإقليمي الأوسع الذي يشمل الدولة الفلسطينية.
دور الضغوط الدولية والحكمة السياسية
على الرغم من التحديات في غزة والتوترات المستمرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا يزال مصطفى متفائلاً، ويؤكد أن الضغوط الدولية والحكمة السياسية داخل إسرائيل يمكن أن تمهد الطريق لمشاركة أكثر بناءً مع السلطة الفلسطينية.
وقال: “أفترض أنه سيكون هناك ما يكفي من الحكمة السياسية في إسرائيل ولكن أيضًا ضغوط ضرورية من المجتمع الدولي لتذكير إسرائيل بأن السلام في المنطقة هو أفضل طريق للمضي قدمًا للجميع”.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :