القاهرة (خاص عن مصر)- أدى الصراع المستمر في غزة، والذي تفاقم بسبب 15 شهرًا من القتال العنيف بين إسرائيل وحماس إلى تدمير جزء كبير من المنطقة، أصبح إعادة بناء غزة وتوفير مستقبل لسكانها الفلسطينيين المنهكين من الحرب محورًا مركزيًا للجهود الدبلوماسية.
ومع ذلك، وفقا لمقال رأي كون كوفلين، في صحيفة تليجراف، فإن إمكانية تحقيق سلام طويل الأمد ما تزال بعيدة المنال، مع استمرار حماس في السيطرة على الجيب.
التحديات التي تواجه إعادة بناء غزة
تتركز الجهود الدبلوماسية الفورية على العملية الدقيقة المتمثلة في تبادل الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، ولكن الهدف الأوسع واضح: استعادة البنية الأساسية في غزة إلى حالتها قبل الحرب.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا أن تكلفة إعادة بناء غزة تقدر بنحو 50 مليار دولار، وهو المبلغ الذي من المرجح أن تموله دول الخليج الغنية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ومع ذلك، قبل أن تفكر هذه الدول في مثل هذه الاستثمارات، تظل هناك قضية مهمة: من سيحكم غزة بمجرد انتهاء القتال؟ إن احتمالات إعادة الإعمار ضئيلة إذا ظلت حماس في السلطة، حيث من غير المرجح أن تدعم دول الخليج جهود إعادة الإعمار تحت حكم المجموعة.
اقرأ أيضا.. «نكتة سخيفة».. العمال ينتقدون تشجيع ترامب على الاستقالة الجماعية لـ3 ملايين شخص
اقتراح ترامب الراديكالي
جاء أحد أكثر المقترحات المثيرة للجدل لحل وضع غزة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقد واجه اقتراحه باستيعاب مصر والأردن للفلسطينيين النازحين كجزء من “تطهير” أوسع نطاقا من غزة معارضة شديدة من كل من القاهرة وعمان، إن كلا البلدين، اللذين يواجهان بالفعل تحدياتهما الخاصة، مترددان بشكل مفهوم في تحمل مسؤولية إيواء سكان غزة النازحين، وكثير منهم لديهم علاقات قوية مع حماس.
في حين يسلط اقتراح ترامب الضوء على الأزمة الإنسانية المروعة في غزة – موطن ما يقدر بنحو مليوني فلسطيني – فإن فكرته بنقل السكان إلى الدول المجاورة من غير المرجح أن تقدم حلاً مستدامًا، ونظراً لرفض هذه الخطة من قبل القادة العرب، بما في ذلك مصر والأردن، فمن الواضح أن رؤية ترامب لحل أزمة اللاجئين في غزة لا تلقى صدى لدى القوى الإقليمية.
حماس
إن القضية المركزية في غزة ليست مجرد البنية التحتية المدمرة في المنطقة، بل وأيضاً السيطرة المستمرة من قبل حماس على المنطقة، فمنذ توليها السلطة عام 2007، كانت حماس نظراً لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين الإسلامية، فإن الدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن تنظر إلى حماس بريبة، وكلاهما له تاريخه الخاص مع الإخوان المسلمين.
وتستمر أغلب القوى الإقليمية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، في الدفع نحو عملية سلام أوسع نطاقاً تعالج قضية الدولة الفلسطينية التي طال أمدها، وأوضح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
ويظل هذا عقبة رئيسية أمام أي اتفاق سلام محتمل، حيث تتشابك جهود إدارة ترامب لتأمين اختراق مع المملكة العربية السعودية بشكل عميق مع حل القضية الفلسطينية.
الحل الحقيقي الوحيد
يري الكاتب أن الطريق إلى السلام والاستقرار في غزة يتطلب معالجة السبب الجذري للصراع: حماس، فلا يمكن، بحسب وجهة نظره، التوصل إلى حل ذي مغزى طالما احتفظت حماس بالسيطرة على المنطقة.
وفي حين وفر وقف إطلاق النار فترة راحة مؤقتة، تواصل حماس تأكيد هيمنتها في غزة، مما يدل على أنه حتى بعد النكسات العسكرية الكبيرة، تظل القوة الرئيسية في الجيب.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق