نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريرا تناول تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول قضية توطين الفلسطينيين في مصر.
وأكد الرئيس خلال التقرير أن مصر لن تشارك في أي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيرا إلى أن ذلك يمثل تهديدا للأمن القومي المصري.
جاءت تصريحاته ردا على دعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمصر والأردن باستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة، في حين شدد السيسي على أن القاهرة ستتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق السلام وفق حل الدولتين.
غوانتانامو ترحب بكم..ترامب يعلن إنشاء معسكر اعتقال خاص بالمهاجرين غير الشرعيين
استدعاء غريب لصورة السيسي مع رئيسي
الغريب أن التقرير الذي يعلن فيه السيسي بشكل واضح معارضته المواقف الأمريكية ورفضه المصالح الإسرائيلية القائمة على ظلم الفلسطينيين، تضمن بشكل مفاجئ صورة تجمع بين الرئيس المصري والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، تم التقاطها في نوفمبر الماضي دون مبرر صحفي أو مهني واضح لذلك.
وتم وضع الصورة مع الإشارة إلى أن السيسي رفض في وقت سابق الانضمام إلى تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة ضد إيران، وهو تحالف يسعى لمواجهة الهجمات الإيرانية على إسرائيل.
دلالات نشر الصورة
وفق مراقبون فإن إدراج صورة الرئيس المصري مع نظيره الإيراني الراحل في سياق تقرير حديث يعارض فيه السيسي التوجهات الأمريكية والإسرائيلية قد يحمل رسائل سياسية متعددة.
فمن جهة، قد يكون ذلك محاولة إسرائيلية للضغط على مصر للرضوخ للقرارات الأمريكية عن طريق تذكيره بمواقف سابقة مثل رفضه الهجوم على إيران، والتقارب الذى حدث بين القاهرة وطهران واستمرار قنوات التواصل بين البلدين رغم الخلافات السياسية بين إيران والدول العربية.
كما إن نشر الصورة في هذا التوقيت، بعد شهور من وفاة رئيسي في حادث تحطم مروحية، قد يُفسر أيضا على أنه تهديد صريح من الجريدة الإسرائيلية باحتمالية تعرض السيسي لنفس مصير رئيسي حال استمرار مواقفه المناهضة للمشروع الإسرائيلي الذى تدعمه أمريكا.
هل يمثل نشر الصورة تهديدا سياسيا للسيسي؟
في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة، قد يكون نشر الصورة محاولة للضغط على مصر لاتخاذ موقف أكثر وضوحا تجاه القضايا الإقليمية، سواء فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الملف الإيراني.
ومع ذلك، فإن السياسة المصرية تقوم على التوازن وتجنب الانحياز لطرف دون آخر، وهو نهج يسعى السيسي للحفاظ عليه رغم الضغوط المتزايدة.
اقرأ أيضا.. مصر تنفي أكاذيب ترامب.. حقيقة الاتصال المزعوم بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق