إنها قوة نووية.. تصريحات ترامب بشأن كوريا الشمالية تقلب عقودًا من السياسة الأمريكية - شبكة أطلس سبورت

213 0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة (خاص عن مصر)-في خطوة قد تعيد صياغة عقود من السياسة الخارجية الأمريكية، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير رسمي إلى كوريا الشمالية على أنها “قوة نووية” خلال حديث عابر مع الصحفيين في المكتب البيضاوي بعد ساعات من تنصيبه.

وحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، لكن هذه التصريحات العفوية أثارت جدلًا وتحليلات واسعة حول ما إذا كانت تشير إلى بداية تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه بيونج يانج أو عودة لأسلوب ترامب في الدبلوماسية الشخصية.

وقال ترامب عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون: “انسجمنا بشكل جيد. إنه قوة نووية، وأعتقد أنه سيكون سعيدًا بعودتي”.

تحول في السياسة الأمريكية

منذ فترة طويلة، ترفض واشنطن الاعتراف بوضع كوريا الشمالية كدولة نووية لتجنب إضفاء الشرعية على برنامجها للأسلحة النووية.

لكن تصريحات ترامب أثارت جدلًا بين المحللين، حيث رأى البعض فيها إشارة إلى فتح قنوات دبلوماسية جديدة، بينما حذر آخرون من مخاطر هذه اللهجة على استقرار المنطقة وعلاقات الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية.

وقال البروفيسور ليف-إريك إيسلي، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة إيهوا في سول: “بالنسبة لترامب، من الواضح أن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية، وأن الدول التي تمتلك هذه الأسلحة يجب أن تتعايش لتجنب الحرب”.

لكنه حذر من أن أسلوب ترامب الشخصي في الدبلوماسية قد يهمش كوريا الجنوبية ويضعف استراتيجيات الردع الإقليمية.

وخلال حديثه، تطرق ترامب إلى الإمكانات الاقتصادية لكوريا الشمالية، مشيرًا إلى “قدراتها الضخمة في تطوير المنتجعات الساحلية”، في إشارة على ما يبدو إلى مشروع وونسان-كالما السياحي الذي يطمح كيم لافتتاحه قريبًا.

اقرأ أيضًا: تحذيرات أممية جديدة من تقسيم سوريا.. هل يتحقق المخطط الإسرائيلي؟

تناقض مع سياسات الماضي

تشير تصريحات ترامب إلى تغير في موقفه مقارنة بفترته الرئاسية الأولى، التي ركزت على نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية عبر قمم رفيعة المستوى مع كيم، والتي لم تسفر عن اتفاقات ملموسة.

وقال هونج مين، الباحث الكبير في معهد كوريا للتوحيد الوطني: “تعكس تصريحات ترامب رغبة واضحة في استئناف المفاوضات مع كوريا الشمالية، وربما يعتمد على دبلوماسية مباشرة لتحقيق نتائج ملموسة خلال ولايته الثانية.”

ردود الفعل الرسمية والدولية

على الصعيد الدولي، أبدى وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو مواقف مشابهة، حيث أشارا إلى كوريا الشمالية كـ”قوة نووية”، مشددين على ضرورة مراجعة جادة للسياسة الأمريكية تجاه بيونج يانج.

في المقابل، أعربت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن التزامها بنزع السلاح النووي كشرط أساسي لتحقيق السلام الدائم، في وقت تعيش فيه البلاد حالة من الاضطراب السياسي عقب إقالة الرئيس يون سوك يول.

قلق وتحذيرات

وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما يعنيه ترامب وهيجسيث بـ”القوة النووية”، إلا أن المسؤولين الأمريكيين تجنبوا لفترة طويلة استخدام العبارة؛ لأنها قد تشير إلى الاعتراف بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نوويًا.

مع ذلك، حذر محللون من أن تصريحات ترامب قد تعني ضمنيًا قبولًا بوضع كوريا الشمالية كدولة نووية، مما يمثل خروجًا كبيرًا عن السياسة الأمريكية التقليدية.

وقال يانج مو جين، رئيس جامعة دراسات كوريا الشمالية: “لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب يشير إلى تهديدات كوريا الشمالية النووية عسكريًا أو يعترف بوضعها كدولة نووية في السياقات السياسية والدبلوماسية”.

أخبار ذات صلة

0 تعليق