مع دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ هذا الأسبوع، شهد القطاع المدمر عودة نسبية للحياة الطبيعية، بما في ذلك ظهور حركة حماس بشكل علني.

وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بأن الجناح العسكري لحماس ظهر لأول مرة منذ عام، حيث جاب مقاتلو الحركة الشوارع علانية، وأقاموا جنازات لشهدائهم. وفي المشاهد اليومية للشوارع التي دمرتها الحرب والمكتظة بعربات البغال والمدنيين العائدين إلى منازلهم المدمرة، ظهر عناصر حماس وهم ينظمون حركة المرور ويصدرون الأوامر.

كما أشارت الصحيفة إلى أن حسابات حماس على وسائل التواصل الاجتماعي، التي اختفت فجأة في وقت سابق، عادت إلى النشاط. ونشر أحد الحسابات صورًا لقائد زعمت إسرائيل أنها اغتالته، يظهر فيها وهو يتجول في الأماكن العامة دون أن يبدو عليه أي إصابة.

ورأت الصحيفة أن هذه المشاهد تسلط الضوء على إخفاق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تقويض سيطرة حماس بالكامل على القطاع، رغم 15 شهرًا من القصف والغارات العسكرية. ورغم تقليص القدرات القتالية للحركة وتدمير أجزاء كبيرة من غزة، لا تزال حماس تفرض هيمنتها. ومع تعثر الجهود لإيجاد بديل لها كسلطة حاكمة، يبقى السؤال حول كيفية إنهاء الصراع دون حل واضح.

وأضافت الصحيفة أن هذا السؤال يزداد إلحاحًا مع اقتراب انتهاء الهدنة التي استمرت ستة أسابيع في 2 مارس، وسط تهديدات نتنياهو باستئناف القتال لتحقيق هدفه بالقضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية.

وفي إسرائيل، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة للكشف عن خطته لإدارة غزة. وانتقد وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، في ظهور نادر بالكنيست، المشرعين قائلاً: «كلما قللنا الحديث، كلما أنجزنا أكثر».

من جانبه، وصف غيورا إيلاند، المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، حرب غزة بالفشل، مشيرًا إلى أن غياب الحلول السياسية كان خطأ استراتيجيًا. وقال: «كان يجب على رئيس الوزراء في أكتوبر 2023 أن يعلن استعداد إسرائيل لمناقشة نظام بديل لغزة، لكنه اعتمد فقط على الضغط العسكري، وهو ما لم يحقق النتائج المرجوة».

وختم إيلاند بالقول: «بعد 15 شهرًا من العمليات العسكرية، فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها».

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك