كتبت اماني قاسم
في لحظة تتداخل فيها القداسة بالفرحة تحل ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام مصحوبة ببهجة تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي وكأن القدر قد أراد أن يربط بين معجزة السماء وبهجة الأرض، ليؤكد أن الظلم مهما اشتد فإن النصر آتٍ وأن الفرج قريب لمن يثبت على صبره .ذكرى الإسراء والمعراج هي واحدة من أعظم المحطات في تاريخ الإسلام ففي تلك الرحلة السماوية أُسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السماوات العُلى حيث تجلى له عظمة الله وقدرته كانت الرحلة بمثابة تعزية للنبي صلى الله عليه وسلم في وقت اشتدت فيه المحن لتفتح له أبواب الأمل وتنير له الطريق لمواصلة رسالته. حملت هذه المعجزة درسًا خالدًا للأمة "أن الصبر على المحن والثبات على الحق هما الطريق إلى النصر وأن الفرج يأتي دائمًا من حيث لا نحتسب واليوم ونحن نحيي ذكرى هذه المعجزة العظيمة يفرح الفلسطينيون بعودة أبنائهم الأسرى إلى أحضان عائلاتهم بعد سنوات طويلة من القهر والمعاناة خلف قضبان الاحتلال إن تحرير الأسرى في هذه الأيام المباركة يحمل رمزية عظيمة وكأنه انعكاس لرحلة الإسراء نفسها حين انتقل النبي من ظلمات المحنة إلى نور السماء ليعلمنا أن الصبر لا يُضيع، وأن الظلم مهما طال فإن نهايته حتمية هؤلاء الأسرى الذين صمدوا رغم القيد أثبتوا أن إرادة الإنسان أقوى من أي جدار، وأن الحرية حق ينتزع انتزاعًا.
غزة، هذا الشريط الصغير المحاصر تعيش اليوم فرحة الانتصار مع تحرير أبنائها الأسرى لتُجسد مجددًا صورة الصمود التي ألهمت العالم بأسره. هذه الأرض التي تشبه في معاناتها رحلة الإسراء تتحدى كل القيود لتثبت أن النصر لا يُقاس بحجم الجغرافيا بل بحجم الإيمان والتمسك بالحق.
وفي وسط هذه الفرحة نتذكر المسجد الأقصى نقطة الانطلاق في رحلة الإسراء والمعراج، الذي يظل رمزًا لوحدة الأمة الإسلامية وكرامتها مسجد الأقصى الذي كان شاهدًا على معجزة السماء ما زال حتى اليوم رمزًا للنضال يتحدى محاولات الاحتلال لطمس هويته تحرير الأسرى هو خطوة صغيرة على طريق الحرية الكبرى التي تنتظر المسجد الأقصى وفلسطين كلها.
في هذه الأيام المباركة، تتداخل المشاعر بين فرحة تحرير الأسرى وروحانية ذكرى الإسراء والمعراج إنها لحظات تجدد الأمل في قلوبنا وتؤكد أن الأمة قادرة على تجاوز المحن إذا وحدت صفوفها وتمسكت بقيم الإيمان والعمل تحرير الأسرى هو تذكير بأن النصر لا يأتي بالتخاذل، بل بالصبر والمثابرة
فلنحيِ ذكرى الإسراء والمعراج بروح الإيمان ولنستلهم منها معاني الصبر والثبات كما كانت الإسراء رحلة لتكريم النبي صلى الله عليه وسلم بعد صبره الطويل فإن تحرير الأسرى هو تكريم لصمود الشعب الفلسطيني الذي يثبت كل يوم أن الظلم لا يدوم وأن إرادة الحرية أقوى من كل القيود.
0 تعليق