شهد المؤتمر الدولي لسوق العمل 2025، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض، توقيع 70 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين جهات حكومية وشركات خاصة، تهدف إلى تحسين بيئة العمل وتعزيز فرص التوظيف لأكثر من 300 ألف مستفيد.
وقد شكَّلت هذه الاتفاقيات خطوة مهمة نحو تمكين القوى العاملة الوطنية، ودعم التدريب والتطوير المهني في مختلف القطاعات الحيوية.
اقرأ أيضًا: تحليل السوق السعودية.. انخفاض “تاسي” رغم مكاسب “أرامكو”
إطلاق أكاديمية سوق العمل ومختبرات السياسات
وضمن الجهود الرامية إلى تطوير الكفاءات وتعزيز الابتكار، شهد المؤتمر إطلاق “أكاديمية سوق العمل”، التي ستوفر برامج تدريبية متقدمة تواكب احتياجات السوق المتغيرة.
كما تم تدشين “مختبرات السياسات” التي تضمنت مختبرين رئيسيين؛ الأول يركز على برامج سوق العمل النشطة (ALMPs) لتعزيز دمج الشباب في الوظائف، والثاني يختص بمبادرة “مجالس المهارات القطاعية” (SSCs) التي تهدف إلى إشراك القطاع الخاص في تطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل.
مشاركة دولية واسعة وجلسات نقاشية معمقة
واختتم المؤتمر أعماله وسط حضور دولي رفيع المستوى، حيث تجاوز عدد المشاركين 10 آلاف شخص، من بينهم 40 وزير عمل، وأكثر من 200 متحدث وخبير دولي يمثلون 100 دولة.
وعلى مدار يومين، انعقدت 40 جلسة حوارية تناولت القضايا الأكثر إلحاحًا في أسواق العمل العالمية، بما في ذلك تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف، والتغيرات الديموغرافية، والفجوة بين المهارات واحتياجات السوق، وأهمية الوظائف الخضراء في تعزيز الاستدامة الاقتصادية.
تقرير دولي حول تمكين الشباب في سوق العمل
وفي إطار البحث والتحليل المستمر، أصدر المؤتمر تقريرًا دوليًا بعنوان “تسخير أسواق العمل لمنفعة الشباب”، بالتعاون مع البنك الدولي.
وقد قدَّم التقرير تحليلًا شاملًا لواقع الشباب غير النشطين اقتصاديًا في الفئة العمرية 15-24 عامًا، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه هذه الفئة، وطرح حلول مبتكرة لتعزيز دمجهم في سوق العمل.
- العاصمة السعودية الرياض – أرشيفية
دعم الابتكار والتعاون بين الجهات الأكاديمية والقطاع الخاص
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر توقيع عدد من مذكرات التفاهم الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والشركات، بما يُسهم في تطوير بيئة العمل وتحفيز الابتكار في مجالات التدريب والتعليم.
كما يُعد هذا التعاون خطوة أساسية نحو ردم الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، مما يساهم في بناء قوى عاملة مؤهلة تتناسب مع متطلبات العصر الرقمي.
السعودية في طليعة الجهود العالمية لتطوير أسواق العمل
وأكدت النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للعمل التزام المملكة العربية السعودية بأداء دور ريادي في تشكيل مستقبل العمل عالميًا، من خلال دعم الابتكار، وتعزيز الشراكات، وتمكين القوى العاملة.
كما شدد المؤتمر على أهمية تبني سياسات مرنة ومستدامة تواكب التحولات المستقبلية، حيث يمثل الابتكار والتعاون عوامل حاسمة لضمان استقرار الأسواق الوظيفية.
اقرأ أيضًا: وسط تقلبات الأسواق العالمية.. أرامكو السعودية ترفع أسعار الغاز المسال لشهر فبراير
نحو مستقبل مستدام لسوق العمل
وركز المؤتمر على طرح الحلول الإبداعية وأفضل الممارسات العالمية لمواجهة تحديات السوق، مع التركيز على تطوير المهارات وتعزيز الإنتاجية من خلال حلول مبتكرة.
كما ناقش المؤتمر استراتيجيات تمكين الشباب، ودور الشركات الصغيرة، والنماذج الجديدة للعمل في خلق فرص وظيفية تدعم النمو الاقتصادي وتعزز تنافسية الأسواق العالمية.
ومع اختتام فعاليات المؤتمر، تتجه الأنظار نحو تنفيذ التوصيات والمبادرات التي تم الإعلان عنها، حيث يشكل هذا الحدث محطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من تطوير السياسات واستشراف مستقبل العمل، لضمان أسواق عمل أكثر شمولية ومرونة واستدامة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق