في خطوة طموحة تعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية نحو تطوير سوق العمل وتعزيز قدرات الشباب، أعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أحمد الراجحي، عن اعتزام السعودية إطلاق أكاديمية عالمية متخصصة في سوق العمل، تتخذ من الرياض مقرًا لها، وتعتمد على أحدث التقنيات المتقدمة وبرامج تدريبية متطورة.
مبادرات وطنية لتعزيز سوق العمل
جاء هذا الإعلان خلال افتتاح النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل (GLMC)، الذي يعقد تحت شعار “مستقبل العمل”، بمشاركة رؤساء وممثلين من منظمات دولية متخصصة في أسواق العمل.
وحضر المؤتمر أكثر من 5000 مشارك، بالإضافة إلى 200 متحدث من صناع سياسات العمل والخبراء والمختصين من 100 دولة حول العالم.
وأكد الراجحي أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تطوير سوق العمل، من خلال تنفيذ حزمة من المبادرات الطموحة التي تستهدف توظيف الشباب وتعزيز فرص العمل.
وأضاف، أن السعودية إضافت 700 ألف وظيفة للسعوديين بالقطاع الخاص خلال 2024.
كما أشار إلى أن استراتيجية سوق العمل السعودية، التي تم تنفيذ 80% منها حتى الآن، أسهمت بشكل ملحوظ في زيادة نسبة مشاركة الشباب في مختلف القطاعات، كما عززت من مشاركة المرأة في سوق العمل.
اقرأ أيضًا: عودة صرف بدل غلاء المعيشة في السعودية من فبراير 2025.. استعلم عن حالتك
تحليل سوق العمل وسد الفجوات المهارية
وفي إطار الجهود المستمرة لتحسين بيئة العمل، كشف الوزير السعودي عن مبادرة جديدة لتحليل سوق العمل، ترتكز على تقديم توصيات عملية مستندة إلى أبحاث أكاديمية، تهدف إلى سد الثغرات في المهارات المطلوبة، وضمان توافقها مع متطلبات السوق.
وأوضح أن التدريب المهني كان له دور محوري في خفض معدلات البطالة داخل المملكة، مما يعكس نجاح السياسات المطبقة في هذا المجال.
فعاليات المؤتمر الدولي لسوق العمل
وتضمن المؤتمر عددًا من الفعاليات المصاحبة، من أبرزها توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية، وإقامة معرض مصاحب يعرض أبرز المنتجات والمبادرات التي أطلقتها منظومة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
كما يشهد المؤتمر عقد لقاءات ثنائية تجمع ممثلي القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات الدولية، بهدف تبادل الرؤى والخبرات، إضافةً إلى تنظيم حفل توزيع جائزة العمل في نسختها الرابعة.
علاوة على ذلك، يتضمن المؤتمر أكثر من 50 جلسة حوارية متخصصة، تنظم بالشراكة مع مؤسسات دولية بارزة، مثل منظمة العمل الدولية، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومؤسسة مسك غير الربحية.
كما تضفي هذه المشاركة الدولية بعدًا عالميًا على النقاشات، مما يعزز من جودة التوصيات والمخرجات النهائية للمؤتمر.
تحديات المستقبل
وسلط الراجحي الضوء على التحديات التي تواجه سوق العمل على المستوى العالمي، مؤكدًا أن البطالة تُعد إحدى القضايا الأكثر إلحاحًا التي قد تؤثر على الاقتصادات الدولية.
ولكنه أشار إلى أن هذه التحديات يمكن تحويلها إلى فرص، خصوصًا في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد الرقمي.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة إلى استراتيجيات شاملة لمواجهة هذه التحديات، بما يضمن استدامة أسواق العمل وتعزيز قدرتها على التكيف مع التغيرات المستقبلية.
نحو بيئة عمل أكثر استدامة وتنافسية
ويركز المؤتمر على استعراض الحلول المبتكرة، وأفضل الممارسات العالمية في إدارة أسواق العمل، كما يناقش القضايا والتحديات التي تواجهها الأسواق الدولية.
ومن بين المحاور الرئيسية التي سيتم تناولها: تطوير المهارات، وتنمية القدرات البشرية، ورفع الإنتاجية من خلال حلول مبتكرة تدعم التوازن بين النمو الاقتصادي وكفاءة الأداء.
كما سيسلط الضوء على قضايا الشباب واستكشاف آليات جديدة لتمكينهم، إضافة إلى تعزيز مفهوم “الوظائف الخضراء” كجزء من الجهود العالمية نحو بناء اقتصاد مستدام.
ويناقش المؤتمر دور الشركات الصغيرة والمتوسطة، والنماذج الجديدة للعمل، في إيجاد فرص وظيفية مبتكرة تسهم في دعم النمو الاقتصادي، وتعزز تنافسية أسواق العمل عالميًا.
علاوة على ذلك، ستطرح مبادرات لتعزيز التكامل بين القطاعات المختلفة، بهدف تحقيق بيئة عمل أكثر استدامة، قادرة على التكيف مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.
السعودية والتزامها بدعم الجهود الدولية
أكد وزير الموارد البشرية أن استضافة السعودية لهذا المؤتمر تعكس التزامها القوي بدعم الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة التحديات المتسارعة في أسواق العمل.
كما أوضح أن المؤتمر يمثل منصة عالمية تجمع أبرز الجهات الفاعلة والمؤثرة في هذا المجال، بهدف بناء رؤية مشتركة تدعم النمو المستدام، وتسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي.
وأشار الراجحي إلى أن النسخة الحالية من المؤتمر تركز على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة، تسهم في تطوير سياسات سوق العمل، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتعزيز التعاون الدولي.
وأعرب عن ثقته في أن مخرجات المؤتمر ستشكل خطوة مهمة نحو تحقيق هذه الرؤية الطموحة، وترجمتها إلى واقع ملموس ينعكس إيجابًا على مستقبل أسواق العمل عالميًا.
اقرأ أيضًا: السعودية تسمح للأجانب بالاستثمار في الشركات المالكة لعقارات بمكة والمدينة
مؤتمر دولي لتعزيز تنافسية سوق العمل السعودي
ويعد المؤتمر الدولي للعمل منصة استثنائية تجمع تحت مظلتها الحكومات، والمؤسسات الدولية، والقطاع الخاص، والأكاديميين، لمناقشة قضايا سوق العمل واستشراف مستقبله.
ومن أبرز الأهداف التي يسعى المؤتمر إلى تحقيقها: تعزيز جاذبية السوق السعودي، وزيادة تنافسيته على المستوى العالمي، من خلال تطوير السياسات، وإطلاق المبادرات التي تسهم في تحقيق استدامة السوق محليًا وعالميًا.
تأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز كفاءة السوق السعودي، وتحقيق التكامل بين القطاعات المختلفة، بما يضمن استمرارية التنمية الاقتصادية، ويعزز من مكانة السعودية كوجهة رئيسية للاستثمار في المنطقة والعالم.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق