في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية، أكدت السعودية رغبتها في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع واشنطن خلال السنوات الأربع المقبلة بمبلغ يقدر بـ600 مليار دولار، مع إمكانية زيادة هذا الرقم في حال توافر فرص إضافية.

تهنئة وتأكيد على الشراكة الاستراتيجية

وشهد مساء الأربعاء اتصالاً هاتفيًا بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة مؤخرًا بعد أدائه اليمين الدستورية.

وخلال الاتصال، نقل ولي العهد تهاني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتهانيه الشخصية للرئيس ترامب بمناسبة توليه المنصب، متمنيًا له وللشعب الأميركي الصديق مزيدًا من التقدم والازدهار تحت قيادته.

اقرأ أيضًا: ارتفاع صادرات النفط السعودي إلى أعلى مستوياتها في 8 أشهر

الأمن والسلام والاستثمار

وتناول الاتصال بين الجانبين قضايا محورية تتعلق بتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، حيث تم بحث السبل الممكنة لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على مكافحة الإرهاب كأحد أبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم.

كما تم مناقشة تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية.

رؤية سعودية للاستثمار في الإصلاحات الأميركية

وخلال الاتصال، أشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن الإصلاحات المنتظرة في الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس ترامب قد تسهم في خلق فرص اقتصادية غير مسبوقة.

كما أكد ولي العهد أن المملكة تسعى للاستفادة من هذه الفرص لتعزيز شراكتها مع واشنطن وزيادة استثماراتها بما يحقق المنفعة المشتركة للجانبين.

علاوة على ذلك، لفت إلى أن الرقم المبدئي للاستثمارات السعودية المخطط لها يبلغ 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، مع احتمالية زيادته في حال ظهرت فرص استثمارية إضافية.

تقدير متبادل ورغبة في التعاون بين السعودية وأمريكا

من جانبه، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد على تهنئتهما ودعمهما.

وأكد حرصه على تعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية بما يخدم مصالح البلدين المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

أفق جديد للعلاقات السعودية – الأميركية

وتعكس هذه الاتصالات والتوجهات الجديدة رغبة البلدين في بناء شراكة اقتصادية واستراتيجية متينة تعزز من مكانتهما على الساحة الدولية.

ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تطورات كبيرة في العلاقات السعودية-الأميركية، خاصة في مجالات الاستثمار والطاقة والتكنولوجيا، مما يسهم في تحقيق رؤى التنمية المستدامة التي تسعى إليها المملكة وفق رؤية 2030.

اقرأ أيضًا: إقبال غير مسبوق على الذهب في السعودية.. 233.6 مليون ريال مبيعات في أسبوع

التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة

وشهدت العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. في عام 2023، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 29.7 مليار دولار (111.4 مليار ريال سعودي).

كما توزعت هذه القيمة على صادرات سعودية إلى الولايات المتحدة بقيمة 16 مليار دولار (60 مليار ريال سعودي)، منها 13.7 مليار دولار (51.5 مليار ريال سعودي) من صادرات النفط الخام.

أما الصادرات غير النفطية، فقد بلغت 2.3 مليار دولار (8.6 مليار ريال سعودي)، وتصدرتها الأسمدة بقيمة 790 مليون دولار، تلتها المواد الكيميائية العضوية بقيمة 706 ملايين دولار.

من جهة أخرى، بلغت الواردات السعودية من الولايات المتحدة 13.8 مليار دولار (51.8 مليار ريال سعودي)، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالعام السابق.

كما تصدرت السيارات قائمة الواردات بقيمة 2.8 مليار دولار، تلتها المفاعلات والغلايات والآلات بقيمة 1.8 مليار دولار، ثم الطائرات وأجزاؤها بقيمة 1.7 مليار دولار.

وفي عام 2024، استمر التبادل التجاري في النمو، حيث بلغ 30 مليار دولار، مما يعكس تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

كما تظهر هذه الأرقام التزام المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بتعميق التعاون التجاري والاستثماري، بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي لكلا البلدين.