شبكة أطلس سبورت

كوريا الجنوبية تعيد تصميم المطار بعد حادث تحطم طائرة جيجو المميت - شبكة أطلس سبورت

القاهرة (خاص عن مصر)- تتخذ كوريا الجنوبية خطوات حاسمة لتحسين سلامة المطارات في أعقاب الحادث المأساوي لطائرة جيجو إير الذي أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم تقريبًا.

ووفقا لتقرير بلومبرج، استجابة للغضب العام والتحقيق الشامل في الحادث، أعلنت سلطات النقل في البلاد عن خطط لإطالة مناطق أمان المدرجات وإعادة تصميم بعض البنى التحتية للمطار لتعزيز السلامة ومنع الكوارث المماثلة في المستقبل.

مأساة في مطار موان الدولي

في 29 ديسمبر 2024، تحطمت رحلة طيران جيجو رقم 2216، وهي رحلة داخلية من سيول، بعد وقت قصير من هبوطها في مطار موان الدولي، انزلقت الطائرة عن المدرج وانفجرت بعد اصطدامها بهيكل خرساني يدعم جهاز تحديد المواقع، وهو أداة ملاحية تستخدم لتوجيه الطائرات أثناء الهبوط.

من المؤسف أن 179 شخصًا من أصل 181 شخصًا كانوا على متن الطائرة لقوا حتفهم، مما يمثل أخطر كارثة طيران في كوريا الجنوبية في التاريخ الحديث.

وقع الحادث بعد دقائق فقط من تحذير مراقبي الحركة الجوية لطاقم الطائرة من اصطدام الطيور بالمنطقة، لا يزال المحققون يبحثون في أسباب الحادث، لكن التركيز الرئيسي كان على تصميم المدرج والهياكل المحيطة.

على وجه الخصوص، الهيكل الخرساني الصلب الذي يدعم المحدد، والذي يقع عادة بالقرب من المدرجات، خضع للتدقيق بسبب احتمال تفاقم شدة الحادث.

اقرأ أيضا.. ترامب يدفع نحو قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي

استجابة الحكومة: توسيع مناطق أمان المدرجات

في محاولة لمنع الحوادث في المستقبل، أعلنت وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل في كوريا الجنوبية (MOLIT) عن مراجعة شاملة لمعايير سلامة المطارات، كجزء من التدابير الجديدة، تخطط الوزارة لتوسيع مناطق أمان المدرجات في تسعة مطارات، بما في ذلك المطارات الإقليمية التي تتعامل مع الرحلات الداخلية والدولية.

سيتم إطالة مناطق الأمان الممتدة إلى 240 مترًا (787 قدمًا)، مما يوفر مساحة أكبر للطائرات في حالة الهبوط الاضطراري أو تجاوز المدرج.

ومع ذلك، لن تتأثر جميع المطارات بهذه التغييرات، ولن يتم تضمين المطارات الرئيسية مثل مطار إنتشون الدولي، وهو أكبر مطار في البلاد، ومطار جيمبو الدولي، في الخطة، حيث تعتبر بالفعل متوافقة مع معايير السلامة الدولية.

استبدال الهياكل الصلبة

سيكون التغيير الرئيسي الآخر هو إعادة تصميم البنية التحتية للمطار، وتحديدًا الهياكل المحددة التي توجه الطائرات عند الهبوط.

ويأتي قرار وزارة النقل والمواصلات باستبدال دعامات المحددات الخرسانية بمواد أكثر هشاشة وقابلية للكسر استجابة للمخاوف من أن الهيكل الصلب في مطار موان الدولي ساهم في الحادث المميت.

وعلى النقيض من ذلك، استخدمت المطارات في دول مثل الولايات المتحدة وكندا منذ فترة طويلة مواد أكثر مرونة لمثل هذه البنية التحتية الحيوية للحد من خطر الأضرار الكارثية أثناء وقوع حادث.

وأكد وزير النقل سانجوو بارك أنه كان من “الخطأ” وضع مثل هذا الهيكل الخرساني الصلب بالقرب من المدرج، بغض النظر عن التزامه باللوائح المحلية.

ويسلط هذا الاعتراف الضوء على تحول كبير في نهج كوريا الجنوبية تجاه سلامة الطيران، حيث تتحرك البلاد الآن نحو تبني المعايير الدولية التي تعطي الأولوية للمرونة والحد من الأضرار.

نظام احتجاز المواد الهندسية (EMAS) لتعزيز السلامة

بالإضافة إلى توسيع مناطق أمان المدرج وإعادة تصميم البنية الأساسية للمطارات، قدمت الحكومة أيضًا خططًا لتثبيت أنظمة احتجاز المواد الهندسية (EMAS) في المطارات حيث لا يكون من الممكن توسيع مناطق أمان المدرج.

أنظمة احتجاز المواد الهندسية هي مادة قابلة للسحق مصممة خصيصًا تستخدم لإبطاء أو إيقاف الطائرة في حالة تجاوز المدرج. تم تصميم المادة لامتصاص الطاقة الحركية للطائرة وإيقافها بطريقة محكومة، مما يمنع المزيد من الضرر أو التدمير.

سيكون تنفيذ أنظمة احتجاز المواد الهندسية أمرًا بالغ الأهمية في المطارات حيث تمنع قيود المساحة توسيع مناطق الأمان. كما التزمت وزارة العمل والتكنولوجيا بتطبيق تدابير السلامة المحدثة هذه في سبعة مطارات جديدة قيد الإنشاء حاليًا، مثل مطار جيجو الدولي الثاني المخطط له.

تحقيق مستمر ودروس دولية

لا يزال التحقيق في حادث تحطم طائرة جيجو جاريًا، حيث يعمل الخبراء على تحديد النطاق الكامل لأسباب الحادث. ولكن الحادث دفع بالفعل السلطات الكورية الجنوبية إلى إعادة تقييم معايير السلامة الجوية.

يعكس قرار البلاد بتبني تدابير أكثر صرامة لتصميم المطارات الجهود المبذولة للتوافق مع ممارسات السلامة الدولية وضمان الاستفادة من الدروس المستفادة من هذا الحادث المدمر.

في حين يرحب العديد من الخبراء بهذه التغييرات، يزعم بعض الخبراء أن كوريا الجنوبية يجب أن تذهب إلى أبعد من ذلك لتحسين البنية الأساسية للطيران والإشراف التنظيمي.

ويشيرون إلى الحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على التخطيط للاستجابة للطوارئ، وتدريب موظفي المطار، والتنسيق بين مراقبة الحركة الجوية وأطقم الطيران لضمان معالجة علامات التحذير – مثل ضربات الطيور – بشكل أسرع وأكثر فعالية.

أخبار متعلقة :