في تطور لافت على صعيد التصريحات السياسية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الساعات الماضية، تأكيده أن الأردن ومصر سيقبلان باستقبال فلسطينيين من قطاع غزة، رغم الرفض القاطع والمتكرر من قبل البلدين لأي محاولة أو خطة تهدف إلى “تهجير الفلسطينيين” من أراضيهم.
تصريحات ترامب المتكررة
مساء الجمعة، جدد ترامب تصريحاته من البيت الأبيض قائلاً: “أنا واثق بأن الأردن ومصر ستستقبلان أهل غزة”، وجاء هذا التصريح في سياق الضغوط الأمريكية المتواصلة لإيجاد حلول بديلة للتعامل مع تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
الدفعة الرابعة من اتفاق غزة…إطلاق سراح 183 فلسطينياً مقابل 3 رهائن إسرائيليين
وفي هذا السياق، أشار آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن، إلى ضرورة أن تقدم عمان والقاهرة حلاً بديلاً من وجهة نظرهما يكون قابلاً للتنفيذ، في ظل رفضهما استقبال الفلسطينيين.
وأوضح أن ترامب عرض خياراً يراه مناسباً لمصر والأردن، لكنه منفتح على خيارات أخرى.
هل تكون صحراء النقب البديل المحتمل؟
على خلفية هذه التصريحات، عادت للواجهة تصريحات سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد أدلى بها في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في 10 أكتوبر 2023.
حينها، أشار السيسي إلى إمكانية نقل الفلسطينيين مؤقتاً إلى صحراء النقب في إسرائيل “ريثما تنتهي العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، ليُعاد السكان لاحقاً إلى مناطقهم”.
ورغم هذا الطرح، أكد السيسي مؤخراً أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر”، مشدداً على التزام القاهرة بالعمل مع الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام وحل الدولتين.
صحراء النقب
تقع صحراء النقب في الجزء الجنوبي من فلسطين المحتلة، وتبلغ مساحتها نحو 14 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل 46% من مساحة فلسطين التاريخية، تحدها شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من الغرب، وتضم العديد من الثروات المعدنية والإمكانات الزراعية.
تتواجد في النقب عدة قواعد عسكرية إسرائيلية رئيسية، مثل قاعدة رامون الجوية، وقاعدة حتسريم، وقاعدة “نفاتيم” الجوية، فضلاً عن مفاعل ديمونا النووي، كما تضم محطة أرافا للطاقة الشمسية وقاعدة عسكرية أميركية-إسرائيلية مشتركة أنشئت عام 2017.
رفض مصري-أردني لمقترح ترامب
رفضت القاهرة وعمان، منذ سنوات، أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى أي منطقة أخرى، باعتبار ذلك مساساً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والبقاء على أرضه، وقد أكد البلدان مراراً أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
تساؤلات حول مصير الفلسطينيين
في ظل الإصرار الأمريكي والرفض المصري-الأردني، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن أن تتحول صحراء النقب إلى بديل مؤقت أو دائم للفلسطينيين؟ أم أن هذا السيناريو سيظل مجرد ورقة ضغط سياسي في صراع معقد لا يبدو أن نهايته قريبة؟
اقرأ أيضا
بعد رفضه لمخطط التهجير.. لماذا استدعت صحيفة إسرائيلية صورة السيسي مع إبراهيم رئيسي؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :