شبكة أطلس سبورت

الأردن صامد رغم التحديات - شبكة أطلس سبورت

جو 24 :

لا يخفى على أحد أن وطننا الأردن نشأ في إقليم مشتعل، وكُتب علينا أيضاً التواجد في محيط جيوسياسي خطير، فنحن منذ النشأة نتعرض للأخطار الخارجية والصعوبات الداخلية، وللأسف لم تقصر الحكومات المتعاقبة على معاقبة المواطن الأردني اقتصادياً، بسبب عجزها عن تقديم أية حلول اقتصادية قادرة على النهوض وتسريع عجلة الاستثمار للعمل على الحد من البطالة والتقليل من العجز والمديونية، وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، هذا من جانب.

ومن الجانب الآخر، ما زلنا نتأخر سياسياً لأسباب عديدة، أهمها ضعف الأحزاب وعدم قدرتها على المشاركة السياسية وإقناع الشارع ببرامجها وغياب النخب السياسية القادرة على القيام بدورها السياسي بشكل صحيح.

إن هذا التخبط يؤرق الأردنيين، صحيح أن الشأن الداخلي مثقل بالمشاكل والصعوبات، ولكن هذه المشاكل يتوجب على الحكومات السيطرة عليها بالعمل الجاد والإرادة الصادقة من خلال البرامج الإصلاحية السياسية والاقتصادية الحقيقية وضرورة انصياعها للتوجيهات الملكية لتنفيذ التحديثات الثلاثة واستمرار تحسينها وتجويدها.

تزداد اليوم الصعوبات الإقليمية، وبالتالي يصعب التعامل معها في بعض الأحيان؛ فالشأن الخارجي الناتج عن تغير الخارطة السياسية بالإقليم يؤثر علينا، لهذا يجب أن لا نستهين بالأوضاع الإقليمية المحيطة حولنا، أي المشاكل الخارجية، فالأردن في عين العاصفة وداخل محيطها، وخصوصاً في ظل بعثرة الإقليم الذي نتمنى استقراره بعد الأشهر الأخيرة التي شهدت تطورات سريعة فيه، غرباً في فلسطين التي تعاني من توسيع الاستيطان والمعارك التي شنت على مدينة غزة وأسفرت عن دمار شامل وإبادة جماعية لم يستطع العالم إيقافها لمدة تجاوزت الـ (14) شهراً، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها العجز الدولي بالفرض على إسرائيل الجلوس على طاولة المفاوضات، وارتفاع وتيرة الأطماع الإسرائيلية في ظل إقليم مبعثر الأوراق اليوم، إلى جانب ضعف القوى الفلسطينية وتشرذمها، ومساندة الإدارة الأمريكية الجديدة وتبنيها لمشروع يخدم الدولة العبرية فقط، ويؤثر على دول الجوار سواءً الأردن ومصر وسوريا ولبنان ومن الممكن أن يصل للعراق.

يقف الأردن دائماً، وقبل نشأة الدولة الحديثة مع فلسطين، إذ لم يقصر لا بالدم ولا بالدعم على كافة الصعد، فهو المدافع العربي الوحيد عن حقوق الفلسطينيين من أجل الحصول على دولتهم، وهذا واضح للقاصي والداني وتشهد له كافة المنابر الدولية، وهو ما أدى إلى زيادة الضغط علينا من الأشقاء والأصدقاء، وهذا ما نراه اليوم من ضغوط اقتصادية وسياسية تحاول النيل منا.

منذ تأسيس الدولة، ونحن نعاني من أخطار المنطقة ونواجهها ونصمد بالدفاع عن هذا الوطن، وواجهنا كذلك حصارات اقتصادية وسياسية استطعنا عبر كل الأزمات وامتداد عمر الدولة أن نتخطاها للمحافظة على وطننا، فلم نكن في يوم من الأيام نتمتع بهدوء الأقاليم الآسيوية، ولا بالرفاه الاقتصادي كالإقليم الاسكندنافي، فواجهنا كل التحديات التي تحاول إضعافنا للرضوخ لحلول إقليمية على حسابنا، لذلك يتطلب منا جميعاً سواءً مؤسسات الدولة أو المواطنين أن نكون على قدر من المسؤولية للحفاظ على هويتنا الوطنية الأردنية والوجودية لنواجه أية مقترحات وحلول يفكر البعض أنها سوف تمر من خلالنا؛ فالأردن سيبقى صامداً رغم العواصف.

إن هذا الإقليم هو الإقليم الوحيد بالعالم الذي يستطيع إنتاج أكثر من حرب وصراع، لهذا يجب على سياستنا الخارجية أن تبقى نشيطة وتستخدم كل الأدوات المتاحة مع كل الفرقاء بشكل متوازن، والعمل بالاشتراك مع مؤسسات المجتمع المدني والمواطن لتحصين جبهتنا الداخلية والمحافظة على مقدراتنا الوطنية في ظل ما نشهده من تسارع للأحداث السياسية في هذا الإقليم المجنون.

أخبار متعلقة :