شبكة أطلس سبورت

بناء الثقة! - شبكة أطلس سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بناء الثقة! - شبكة أطلس سبورت, اليوم السبت 1 فبراير 2025 12:40 مساءً

 

الثقة ليست مجرد شعور عابر .بل هي جوهر تكوين الشخصية الإنسانية وركيزة أساسية في بناء الذات وتشكيل العلاقات الاجتماعية إنها المفتاح الذي يفتح أبواب النجاح في مختلف مجالات الحياة سواء على الصعيد الشخصي أو المهني أو الاجتماعي فكلما ازدادت ثقة الفرد بنفسه انعكس ذلك إيجابًا على أدائه وسلوكياته وقدرته على تجاوز التحديات. لكن كيف يمكن بناء هذه الثقة وتعزيزها وهل يمكن للبرمجة اللغوية العصبية أن تكون أداة فعالة في تحقيق ذلك!
في هذا المقال نستكشف دور البرمجة اللغوية العصبية في بناء الثقة مستلهمين تجربة الأستاذ جعفر الشايب الكاتب والناشط الثقافي والاجتماعي الذي استطاع أن يكون نموذجًا للثقة المتوازنة والتواصل الفعّال إلى جانب قصة نجاح المدربة السعودية ليلى المعينا التي جسّدت مفهوم الثقة بالنفس من خلال إنجازاتها في مجالات الرياضة وريادة الأعمال والتنمية الذاتية!
الثقة ليست سمة فطرية ثابتة بل هي مهارة مكتسبة تُبنى وتتطور مع مرور الوقت من خلال التجربة والتعلم والتأمل الذاتي إنها تبدأ من الإيمان بالقدرات الشخصية والقدرة على تجاوز المخاوف والتعامل مع الفشل كخطوة نحو النجاح هنا تبرز البرمجة اللغوية العصبية كمنهجية فعّالة لفهم أنماط التفكير وإعادة تشكيلها بشكل يخدم تطور الفرد تعتمد البرمجة اللغوية العصبية على مبدأ أساسي وهو أن اللغة تؤثر بشكل مباشر على المشاعر والسلوك فالكلمات التي يستخدمها الشخص سواء مع ذاته أو مع الآخرين تشكّل نظرته إلى نفسه وقدرته على تحقيق أهدافه على سبيل المثال إذا كان الفرد يكرر لنفسه عبارات مثل “أنا ضعيف في الحديث أمام الجمهور” فإن دماغه سيتبنى هذا الاعتقاد ويعززه لكن إذا استبدلها بعبارات مثل “أنا أتعلم كيف أكون متحدثًا جيدًا وكل تجربة تجعلني أقوى” فإن ذلك سيعيد برمجة عقله على بناء الثقة تدريجيًا.
الثقة لا تتعلق فقط بالذات بل تمتد إلى الطريقة التي يتفاعل بها الشخص مع الآخرين فالشخص الواثق من نفسه يتمتع بقدرة أكبر على بناء علاقات إيجابية قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل في هذا السياق تلعب تقنيات البرمجة اللغوية العصبية مثل التطابق والمرآة دورًا أساسيًا في تحسين التواصل وتعزيز الثقة المتبادلة.يعتمد التطابق على مواءمة لغة الجسد ونبرة الصوت والإيقاع الكلامي للطرف الآخر مما يخلق شعورًا بالألفة والانتماء أما المرآة فهي تقنية تعتمد على عكس المشاعر والسلوكيات بطريقة طبيعية مما يسهم في بناء روابط قوية مبنية على التفاهم والانسجام.
الأستاذ جعفر الشايب جسّد هذا المفهوم بامتياز إذ استطاع من خلال ” منتدى الثلاثاء الثقافي ” أن يخلق مساحة حوارية تجمع مختلف الأطياف الفكرية والثقافية بفضل مهاراته في التواصل العميق والاستماع الواعي تمكن من بناء ثقة مجتمعية عززت روح التفاهم والانسجام داخل المجتمع.
أحد أهم المفاهيم التي تعززها البرمجة اللغوية العصبية هو “عقلية النمو” والتي تقوم على الإيمان بأن القدرات والمهارات يمكن تطويرها من خلال الممارسة المستمرة والتجربة هذا النوع من التفكير يجعل الإنسان أكثر تقبلًا للتحديات وأقل خوفًا من الفشل وأكثر قدرة على التعلم من أخطائه وبدلًا من أن يرى التحديات كعوائق فإنه ينظر إليها كفرص للنمو والتحسين.
الأستاذ جعفر الشايب يعد نموذجًا حيًا لعقلية النمو فخلال مسيرته الثقافية والاجتماعية استطاع أن يتعامل مع التحديات بروح إيجابية محولًا الصعوبات إلى فرص للتطوير والتأثير الإيجابي لم يكن نجاحه مجرد نتاج لموهبة أو معرفة بل كان ثمرة إرادة صلبة ووعي ذاتي عميق ورغبة مستمرة في التطوير والتجديد.
تقدم البرمجة اللغوية العصبية مجموعة من الأدوات والتقنيات التي يمكن لأي شخص استخدامها لتعزيز ثقته بنفسه ومن أبرزها.” التصور الإيجابي” يعتمد على تخيل النجاح في موقف معين مما يساعد العقل على التكيف مع هذا الشعور ويعزز الثقة عند مواجهة الموقف الحقيقي على سبيل المثال أن يتخيل الشخص نفسه يتحدث بثقة وهدوء أمام الجمهور قبل إلقاء خطاب مهم مما يساعده على تقليل التوتر وزيادة ثقته بنفسه.” التأكيدات الذاتية ” تكرار العبارات الإيجابية مثل “أنا قادر على تحقيق أهدافي” يعيد برمجة العقل لاستيعاب هذه القناعة وكلما كرر الشخص هذه العبارات بصدق وإيمان أصبحت جزءًا من عقله الباطن وظهر تأثيرها في سلوكه الفعلي!
” إعادة الصياغة ” تساعد على تحويل التحديات إلى فرص فبدلًا من التركيز على العقبات يتم التركيز على الحلول والإمكانات المستقبلية فمثلًا بدلًا من قول “فشلت في هذا المشروع” يمكن إعادة الصياغة إلى “تعلمت من هذا المشروع دروسًا ستساعدني في النجاح مستقبلاً”.
ايضاً من أبرز الأسماء السعودية التي تبرز في مجال بناء الثقة وتنمية الذات تظهر قصة نجاح ليلى المعينا المدربة والرياضية ورائدة الأعمال تُعد ليلى من أوائل السعوديات اللاتي صعدن قمة جبل إفرست حيث تسلقت الجبل ضمن فريق من عشر سيدات من مختلف مناطق المملكة بهدف التوعية بأهمية الرياضة للوقاية من سرطان الثدي.كما أسست أول فريق نسائي لكرة السلة في السعودية وأسهمت في تطوير الرياضة النسائية من خلال تأسيس نادٍ رياضي نسائي بجدة حصلت على عدة جوائز مرموقة منها جائزة رائدات الأعمال وجائزة بياجيه لريادة الأعمال وكانت ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية وفقًا لمجلة فوربس.
بناء الثقة ليس مجرد حدث عابر بل هو عملية مستمرة تتطلب وعيًا ذاتيًا والتزامًا بالتطوير الشخصي واستعدادًا لمواجهة التحديات بروح إيجابية. البرمجة اللغوية العصبية توفر الأدوات التي تساعد الإنسان على تعزيز ثقته بنفسه وتحقيق تواصل أعمق مع الآخرين وتبني عقلية النمو التي تجعله أكثر قدرة على مواجهة الحياة بإصرار ومرونة.
الأستاذ جعفر الشايب وليلى المعينا يمثلان نموذجين عمليين على أن الثقة ليست مجرد شعور بل هي مهارة تُبنى وأداة تُستخدم ورحلة تُخاض بعزم وإصرار في النهاية الثقة ليست هدية تولد بها بل هي كنز تصنعه أنت بيديك وكل خطوة نحو تطوير ذاتك هي خطوة نحو تعزيز ثقتك بنفسك وتحقيق النجاح الذي تطمح إليه!

أخبار متعلقة :