كشفت دراسة حديثة أن حوالي 99% من كوكبنا غير قابلة للسكن.
أوضحت الدراسة أنه في أعماق الأرض حيث الضغط والحرارة مرتفعان للغاية، حتى أكثر أنواع البكتيريا تحملا لا تستطيع البقاء، ومع ذلك، هناك أماكن على سطح الأرض تعج بالحياة، من أصغر البكتيريا إلى أكبر الكائنات الحية، لكن في المقابل، توجد أيضا أماكن قابلة للحياة لكنها خالية تماما من الحياة، مثل تدفقات الحمم البركانية والمساحات الفاصلة بين الميكروبات.
وركزت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة "مايكروبيولوجي ريفيو" وأعدها البروفيسور تشارلز إس كوكيل من جامعة إدنبرة، على هذه المناطق "الخالية من الحياة لكنها قابلة للسكن" وما يمكن أن نتعلمه منها أثناء بحثنا عن الحياة في الكون.
تستغرق الحياة على الأرض ملايين السنين لتتطور وتنتشر في معظم أنحاء الكوكب، باستثناء المناطق ذات البيئات القاسية التي تعجز حتى أكثر الكائنات تحملا عن البقاء فيها. تشمل هذه المناطق الصحارى الجافة مثل صحراء أتاكاما في تشيلي، وأودية القطب الجنوبي الجافة حيث المياه السائلة نادرة والتربة مالحة ودرجات الحرارة منخفضة للغاية. هذه البيئات تُعد تحديا لبقاء الحياة، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحياة على التكيف مع مثل هذه الظروف.
تُظهر الدراسة أن هذه البيئات الخالية من الحياة يمكن أن تساعدنا في فهم حدود الحياة على الأرض، وهو ما قد يُسهم في بحثنا عن الحياة خارج كوكب الأرض. فبينما نعرف أن الأرض هي المكان الوحيد في الكون الذي تطورت فيه الحياة، فإن استكشاف الأماكن غير الصالحة للسكن هنا يمكن أن يلهمنا ويقودنا إلى فهم أفضل لمدى إمكانية وجود الحياة في أماكن أخرى من الكون.
وتوضح الورقة البحثية أن هناك نوعين من هذه المناطق: الأولى، تلك التي تتسم بظروف قاسية تجعل الحياة مستحيلة بسبب الحرارة أو البرودة الشديدة أو الملوحة أو الحموضة العالية، والثانية، البيئات التي تُعد صالحة نظريًا للحياة لكنها غير مأهولة، ويعود ذلك في كثير من الأحيان إلى غياب الكائنات القادرة على استعمار هذه المناطق.
وتفتح هذه البيئات غير المأهولة، سواء على مستوى الكائنات الكبيرة أو المجهرية، فرصا جديدة للبحث العلمي، حيث يمكن أن تكون بمثابة "مراقبة سلبية" تساعدنا على فهم كيف تؤثر الكائنات الحية على العمليات الجيوكيميائية وكيفية تطور المجتمعات الميكروبية.
ورغم أهميتها المحتملة، إلا أن فهمنا لوجود هذه البيئات في أقصى الظروف الفيزيائية والكيميائية لا يزال محدودا.
ومع استمرارنا في البحث عن الحياة في الفضاء، قد نجد المزيد من هذه الأماكن التي تساعدنا على توسيع معرفتنا بمدى قابلية الحياة للوجود في الكون، وفهم العوامل التي تعوق ظهور أو استمرار الحياة في أماكن معينة.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : دراسة تكشف عن بيئات «خالية» صالحة للحياة.. ما القصة والتفاصيل؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025 02:54 مساءً
أخبار متعلقة :