نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجريمة الإلكترونية في السعودية.. القانون يواجه التحدي الرقمي - أطلس سبورت, اليوم الاثنين 27 يناير 2025 08:30 مساءً
انفجار رقمي.. وتهديدات متزايدة
في قلب التحول الرقمي الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030، تزايد الاعتماد على الإنترنت في المعاملات التجارية والخدمات الحكومية وحتى في الترفيه والتواصل الاجتماعي، ومع هذا التحول ظهرت تهديدات جديدة مثل الاحتيال الإلكتروني، الابتزاز الرقمي، اختراق الحسابات البنكية والتشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نظام متطور.. واستجابة سريعة
أدركت المملكة مبكرًا خطورة الجرائم الإلكترونية فأصدرت نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بموجب المرسوم الملكي رقم م/17 لعام 1428هـ (2007م)، يُعد هذا النظام أداة فعالة لمعاقبة مرتكبي الجرائم الإلكترونية مع فرض غرامات مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال سعودي، وعقوبات بالسجن تصل إلى عشر سنوات وفقًا لخطورة الجريمة.
ينص النظام على حماية الأفراد والشركات من:
• الاختراق الإلكتروني وسرقة البيانات الشخصية أو البنكية.
• التشهير والإساءة عبر الإنترنت.
• الابتزاز الإلكتروني من خلال تهديدات بنشر معلومات حساسة.
• نشر الفيروسات والبرامج الضارة.
• التجسس الإلكتروني وسرقة المعلومات التجارية.
القانون في مواجهة الواقع
القانون هو الركيزة الأساسية التي تستند إليها المجتمعات في تحقيق العدالة وحماية الحقوق، إلا أن فاعليته تتجلى عند اختباره في مواجهة الواقع العملي، ففي عالم يتغير بوتيرة متسارعة يصبح تطبيق القانون أداة حيوية لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات الجديدة، وفي هذا السياق أثبت النظام القضائي في المملكة العربية السعودية قدرته على التعامل مع القضايا المعاصرة بحزم ومرونة معتمدًا على مبادئ العدالة والشفافية ومتسلحًا بالإصلاحات التشريعية التي تعزز سيادة القانون.
ولم يكن تطبيق القانون مجرد حبر على ورق، بل جسّد في مضمونه مبدأ تحقيق العدالة الناجزة وردع التجاوزات، وقد انعكس هذا النهج في الأداء القضائي الذي تعامل مع المستجدات بوعي قانوني متقدم مما عزّز الثقة في النظام العدلي وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية والتقنية والاقتصادية.
ومع التقدم التشريعي الذي شهدته المملكة أصبح القانون أكثر وضوحًا وتنظيمًا ما ساهم في رفع كفاءة المحاكم وتعزيز سرعة الإجراءات، وقد أثبت النظام القضائي كفاءته في الموازنة بين الالتزام بالنصوص القانونية والتعامل مع تعقيدات الواقع ليبقى القانون في المملكة قوة ضامنة للحقوق ومظلة تحمي المجتمع من كافة أشكال التجاوزات.
دور الأمن السيبراني.. خط دفاع أول
مع تصاعد التهديدات الإلكترونية أسست المملكة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني كجهة مركزية لحماية الأنظمة الرقمية الحكومية والخاصة، والهيئة تعمل على تطوير استراتيجيات دفاعية متقدمة وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الأمن الرقمي.
أحد مشاريعها البارزة هو برنامج التدريب السيبراني الذي يهدف إلى إعداد كوادر وطنية قادرة على التصدي للهجمات الإلكترونية.
المجتمع.. شريك في الحماية
لكن المواجهة لا تقتصر على الأنظمة الأمنية فقط، المواطنون والمقيمون في المملكة أصبحوا اليوم جزءًا أساسيًا من خط الدفاع من خلال:
• التبليغ عن الجرائم الإلكترونية عبر تطبيقات حكومية مثل كلنا أمن.
• الالتزام بتعليمات الأمن السيبراني الشخصي، مثل تحديث كلمات المرور وتجنب الروابط المشبوهة وعدم مشاركة المعلومات الحساسة عبر الإنترنت.
تحديات المستقبل.. واستعداد المملكة
رغم الجهود المبذولة لا تزال الجرائم الإلكترونية تتطور بأساليب أكثر تعقيدًا خصوصًا مع ظهور تقنيات جديدة ومتطورة، إلا أن المملكة مستعدة لهذه التحديات من خلال الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الرقمية بشكل مستمر.
كما تعمل السعودية على التعاون الدولي عبر الاتفاقيات الثنائية ومنصات التعاون مثل الإنتربول ومنظمة التعاون الإسلامي لضمان تبادل المعلومات والبيانات حول المجرمين الإلكترونيين.
حماية المستقبل الرقمي
في عالم أصبح فيه الأمن الرقمي ضرورة وليس خيارا تُثبت المملكة العربية السعودية أن العدالة قادرة على مواكبة التحديات الحديثة من خلال أنظمتها المتطورة وبنيتها التحتية الرقمية والوعي المجتمعي المتزايد، وترسم المملكة ملامح مستقبل آمن حيث يُصبح الفضاء الإلكتروني مجالاً للفرص وليس للتهديدات. وفي النهاية، يظل الأمن الإلكتروني مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالدولة؛ لضمان استمرار النمو والازدهار في العصر الرقمي.
أخبار متعلقة :