أطلق نشطاء ومنظمات من مختلف أنحاء العالم في إسطنبول، السبت، التحالف العالمي ضد احتلال فلسطين "ساند"، بهدف توحيد الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال والدفاع عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وتحمّل الالتزامات التي تخلّت عنها المؤسسات الدولية.
وجاء إطلاق هذا التحالف الدولي في ظلّ عدم تحرك المؤسسات العالمية من أجل معالجة الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال المستمر لفلسطين، حيث يضع التجمّع من ضمن أولوياته محاسبة المجتمع الدولي عن فشله في منع تصاعد العنف العسكري والاستيطان الإسرائيلي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والقمع الممنهج الناجم عن الاحتلال. كما يستهدف أيضا الدعوة إلى العدالة وحماية أرواح الفلسطينيين.
وأكد رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر التحالف، المهندس سري زعيتر أنه "ومع ضرورة الاحتفاء بنهاية الإبادة الجماعية في غزة، لكن يجب أن لا ننسى أن هذا الظلم المستمر يمتد إلى كلٍّ من غزة والضفة الغربية، وأن العدوان الإسرائيلي واضح و بشكل مؤلم في الضفة الغربية، حيث تتعرض حقوق الفلسطينيين للهجوم المستمر".
وأضاف زعيتر في كلمة افتتاح مؤتمر اطلاق التحالف: "مهمتنا هي خلق ضغط قوي على المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان حماية حقوق الفلسطينيين في كل مكان".
من جهته قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي إن "الاحتلال الإسرائيلي يمارس التطهير العرقي في جميع أنحاء فلسطين، كما يتجلى في أماكن مثل جنين وغزة".
وأشار إلى أن مواقف جنوب أفريقيا والجزائر كانت أمثلة قوية أثبتت أن التضامن العالمي يمكن أن يؤدي إلى تغيير حقيقي وملموس.
وخلال مشاركتها في المؤتمر أكدت مدير الشؤون القانونية والدبلوماسية في لجنة القانون في الجمعية الفلسطينية المستقلة المعنية بجرائم الحرب لميس ديك على أن "نضالات غزة منحت حياة جديدة للوعي العالمي، وأيقظت العالم أجمع، بما في ذلك الحكومات الغربية، على الفظائع التي يعيشها أهل غزة يومًا بعد يوم، سواء في سياق التاريخ الطويل من الظلم أو في الإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرضون لها".
وقالت ديك إنه "من الواضح أننا بحاجة لبذل المزيد من الجهود، ويجب أن نتحرك بخطة محكمة ومدروسة، على غرار ما فعلته الحركة الصهيونية طوال السنوات الماضية".
وشدّدت على أهمية محاسبة جميع الأطراف التي تدعم السياسات الإسرائيلية القمعية، وتحميل المسؤولية لقادة الاحتلال والمستوطنين والجنود وكل من يساهم في الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي ديفيد ميلر "إن الصهيونية هي حركة استعمارية جوهرًا، والآن أصبح العالم كله يرى حقيقتها"، مؤكدا أن "الاحتلال لا يقتصر على أرض فلسطين فقط، بل يمتد ليشمل عقول وقلوب الناس في كل مكان ليس فقط في الدول الغربية، بل عالميًا".
كما طالب ميلر ببناء مقاومة في جميع أنحاء العالم، حتى لا تبقى أي منظمة صهيونية في أي مكان على وجه الأرض.
وصدر عن المؤتمر بيان أكد سعي "التحالف العالمي ضد احتلال فلسطين - ساند" إلى إنشاء هيكل موحّد لمقاومة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وقمعه العابر للحدود، يكون قادرًا على التحرّك بحزم لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة لتفكيك الاحتلال غير القانوني، وفقًا لتفويضات القانون الدولي وكما أكدته محكمة العدل الدولية (ICJ) مرارًا.
ولهذه الغاية، سيُنشئ التحالف منصة منسَّقة عالميًا لتوحيد الجهود، والسعي إلى المساءلة القانونية والاجتماعية، وتصعيد الإجراءات السياسية والدولية لمقاضاة وعزل جميع العملاء والمؤسسات والمتواطئين في العنف الإسرائيلي.
ودعا التحالف الأفراد والمنظمات والكيانات في جميع أنحاء العالم، الملتزمة بالقضية الفلسطينية -والعدالة في كل مكان- إلى الانضمام إلى هذا التحالف. ففي هذه الأوقات الحرجة، يعد العمل الجماعي والمنسَّق أمرًا ضروريًا لحماية أرواح الفلسطينيين، ومواجهة القمع المنهجي، والاستفادة من الحركة العالمية المتنامية من أجل العدالة والمساءلة
وتاليا نصّ البيان:
بيان
إطلاق التحالف العالمي ضد احتلال فلسطين
25 يناير 2025، إسطنبول، تركيا– اليوم، يجتمع نشطاء ومنظمات من جميع أنحاء العالم في إسطنبول للإطلاق الرسمي للتحالف العالمي ضد احتلال فلسطين، وهي مبادرة تهدف إلى توحيد الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال والدفاع عن حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
يأتي هذا التحالف الدولي استجابةً لعدم تحرك المؤسسات العالمية في معالجة الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال المستمر لفلسطين. ويهدف إلى محاسبة المجتمع الدولي على فشله في منع تصاعد العنف العسكري والاستيطان الإسرائيلي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والقمع الممنهج الناجم عن الاحتلال. كما يهدف للدعوة إلى العدالة وحماية أرواح الفلسطينيين.
في مواجهة هذا الفشل، نسعى إلى تحمل الالتزامات التي تخلّت عنها المؤسسات الدولية – وذلك عبر تنسيق الجهود العالمية في مجالات الإعلام والدبلوماسية والإجراءات القانونية والتعبئة الشعبية لتفكيك الاحتلال، والسعي نحو المساءلة، ودفع المكاسب باتجاه تحرير فلسطين والتعويضات والعدالة والعودة.
ينبع هذا التحالف من نداء فلسطين، والحاجة الملحّة، للحرية والتحرير والعدالة، والحق لاستعمال وسائل للمقاومة ضد القوة المحتلة وحلفائها، الذين يشنّون العنف الوحشي على فلسطين وينظّمون حملة عالمية لقمع ومهاجمة كل أصحاب الضمائر.
يفهم هذا التحالف أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية وجرائم الحرب والقمع هي امتداد وتجسيد لقوى الإمبريالية والرأسمالية والفاشية والاستعمار العالمي. ولذلك، نقف متضامنين مع جميع النضالات والحركات المقهورة من أجل التحرر وإزالة الاستعمار.
يسعى التحالف إلى إنشاء هيكل موحّد لمقاومة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وقمعه العابر للحدود، يكون قادرًا على التحرّك بحزم لدعم الشعب الفلسطيني، وذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة لتفكيك الاحتلال غير القانوني، وفقًا لتفويضات القانون الدولي وكما أكدته محكمة العدل الدولية (ICJ) مرارًا.
ولهذه الغاية، سيُنشئ التحالف منصة منسَّقة عالميًا لتوحيد الجهود، والسعي إلى المساءلة القانونية والاجتماعية، وتصعيد الإجراءات السياسية والدولية لمقاضاة وعزل جميع العملاء والمؤسسات والمتواطئين في العنف الإسرائيلي.
بهذه الطريقة نكرِّم على أفضل وجه تضحيات الشعب الفلسطيني بينما يصمدون، وفي بقائهم يهزمون أفظع إبادة جماعية في تاريخهم الحديث. إبادة جماعية نفَّذها الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه بشكل منهجي عبر ارتكاب أخطر الجرائم، من التطهير العرقي والتجويع وتدمير كل البنى التحتية اللازمة للحياة والتعذيب والإبادة، وجميع أشكال جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
جنبًا إلى جنب مع أحرار العالم، نكرِّم صمود الشعب الفلسطيني وثباته وعزيمته الراسخة، إذ ألهم نضاله من أجل التحرير حركةً عالميةً من أجل الحقيقة والعدالة والديمقراطية الحقيقية. لقد حشدت شجاعتهم الجماهير حول العالم، وعززت النضال ضد القمع، وضد القوة المحتلة الهمجية وداعميها. إننا نكرِّمهم ليس بالكلمات فحسب، بل من خلال التزامنا بالفعل، ومن خلال خطة عمل.
وبناءً على ذلك، ندعو الأفراد والمنظمات والكيانات في جميع أنحاء العالم، الملتزمة بالقضية الفلسطينية —والعدالة في كل مكان— إلى الانضمام إلى هذا التحالف. ففي هذه الأوقات الحرجة، يعد العمل الجماعي والمنسَّق أمرًا ضروريًا لحماية أرواح الفلسطينيين، ومواجهة القمع المنهجي، والاستفادة من الحركة العالمية المتنامية من أجل العدالة والمساءلة