في كل مرة يغادر فيها الأوروجوياني دانييل كارينيو، مدرب فريق الوحدة الأول لكرة القدم الحالي، الأراضي السعودية، يظن أنه الوداع الأخير، الذي لا عودة بعده، يرحل وذاكرته لا تغادرها لحظة قدومه الأولى قبل 12 عامًا، التي كانت البداية الأجمل في حياته، وما تلاها كان ذكرى لتلك البداية بعد أن لاحقته الخيبة تلو الأخرى في مسيرته مع الأندية السعودية، التي تولى تدريبها لاحقًا.
بعد كل مغادرة يظن الأوروجوياني، الذي غزى الشيب رأسه، أن وقت التقاعد حان، ويجلس في مزرعته الخاصة بعاصمة بلاده مونتفيديو، متفرغًا لتربية الخيول، هوايته المحببة، التي تنسيه متاعب كرة القدم، التي قضى في ميادينها نصف عمره لاعبًا ومدربًا، لكن الاتصال الذي يأتي من السعودية يلاحقه ويمنعه من التقاعد بعد أن بات مدرب الإنقاذ، بعد أن كان مدرب الإنجاز.
قبل 14 عامًا، وبالتحديد في 29 سبتمبر 2012، بدأت علاقة كارينيو بكرة القدم السعودية، وقاد حينها النصر لمدة 580 يومًا، وهي رابع أطول فترة يوجد فيها على رأس الجهاز الفني خلال مشواره التدريبي مع الأندية الـ11 التي دربها طوال مسيرته.
كارينيو، الذي بدأت علاقته الرسمية مع جماهير ناديه حينما أطلق تحديًا كبيرًا عقب خسارته أمام غريمه التقليدي الهلال في نهائي كأس ولي العهد 2013 بركلات الترجيح، حينما قال: «سأهزمهم جميعًا»، وفعل في الموسم الذي يليه بعد فوزه على جميع فرق الدوري، ليعيد ناديه إلى البطولات بتحقيقه كأس ولي العهد أولًا، ومن ثم تتويجه بلقب الدوري السعودي للمحترفين.
وعقب موسمه المميز.. رفض الأوروجوياني تمديد تعاقده مع النصر، واتجه إلى العربي القطري، ليواجه بعدها شبح الإقالات وحملة من الانتقادات، بداية من جماهير النادي، التي شنت حملة واسعة ضده، طالبت خلالها بإقالته لأنه لم يتمكن من انتشال الفريق من عثراته المتكررة في الدوري، ووجد مع الفريق لمدة 155 يومًا، كسب فيها ست مباريات، وتعادل في ثلاث، وتذوق طعم الهزيمة في ست مناسبات.
وظل كارينيو بلا عمل لمدة عام كامل، قبل أن يتفق مع الشباب السعودي، 23 سبتمبر 2017، ويعود للمرة الثانية إلى السعودية، ولكن مسيرته لم تكن مثل تلك التي حققها مع النصر، لكن إدارة الشباب قررت فك الارتباط معه، مارس 2018، بعد ساعات من الخسارة أمام فريقه السابق النصر في الدوري.
وبعدها بشهر، عاد كارينيو إلى صفوف النصر للمرة الثانية، ولكن لم يمكث طويلًا على رأس الجهاز الفني، وسرعان ما تم إنهاء خدماته، بعد تدريب الفريق في 11 مباراة، إلا أنه خسر مباراتين، وتعادل في مواجهة.
بعد فشله في مهماته الأخيرة مع الشباب والنصر في الفترة الثانية ابتعد كارينيو عن عالم التدريب منذ 2018 بعد إقالته من النصر، وظل بعيدًا عن اهتمام وسائل الإعلام، قبل أن يعلن الوحدة تعاقده معه.
تحول كارينيو من مدرب فرق تطالبه بتحقيق البطولات والمنافسة على الألقاب إلى فرق تنافس على البقاء تارة، وتحاول النجاة من الهبوط تارة أخرى.
وكانت البداية من الوحدة في فترته الأولى، التي أنقذ فيها الفريق من الهبوط، وقاده إلى تحقيق المركز الرابع، قبل أن تتم إقالته في الموسم التالي، ويعود بعدها إلى بلادها مع فريق البدايات مونتيفيديو واندررز.
بعد ثلاثة أعوام عاد كارينيو الملقب بـ«إل كريسبو»، التي تعني بالإسبانية «ذا الشعر المجعد» إلى السعودية للمرة الرابعة، لكن هذه المرة لقيادة الحزم، الذي لم ينجح في إنقاذه من الهبوط، ورحل بعدها مجددًا كما جرت العادة في محطاته الأخيرة.
بعد محطة الفريق القصيمي ظن ابن مونتفيديو أن هذه المرة الأخيرة ربما التي تطأ فيها قدماه الأراضي السعودية مدربًا، وأن التقاعد قد حان وقته، ويمكنه التفرغ للاستمتاع بخيوله ومزرعته في بلاده، لكن للوحداويين رأي آخر، وقرروا قطع تقاعده والاستعانة به مرة أخرى، وربما أخيرة لن يكون بعدها تكرار.
شاب شعر الأوروجوياني دانيال كارينيو، وظهرت عليه ملامح الشيخوخة، وانطفأت وخمدت لديه روح الحماس والانفعال، التي كان يشتهر بها، وهو الذي كان دخوله إلى ملعب المباراة قبل عملية الإحماء كفيلًا بهز جنبات ملعب الملك فهد، والنصراويون أكثر من يعلم ذلك.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : كارينيو.. «إل كريسبو».. شاب شعره.. وانطفأ حماسه - شبكة أطلس سبورت, اليوم السبت 25 يناير 2025 01:12 مساءً
أخبار متعلقة :