مصر الحصن الباقي - شبكة أطلس سبورت

عقب تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة وبدء تسليم الأسرى والمحتجزين، لينهي أكثر من عام من الحرب التي أبادت أهل غزة، لا يمكن المرور بدون ذكر الدور المصري في هذه الحرب التي لم تكن فقط حربا عسكريا بقدر ما كانت حربا دبلوماسية خاضتها الدبلوماسية المصرية مدعومة بكل أجهزة الدولة بكل اقتدار لتقف في وجه المخطط الأبرز الذي طفا على السطح سريعا عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وهو مخطط تهجير الفلسطينيين وإنهاء القضية الفلسطينية.

هذا الدور الكبير الذي لعبته مصر، لم يكن من واقع دفاعها عن أمنها القومي فقط، ولكن أيضا من واقع الدفاع عن الأمن القومي العربي وفي قلبه القضية الفلسطينية، التي لولا مصر لكان من الممكن أن تذوب وسط التغيرات التي حلت على المنطقة واختفت فيها قوى وظهرت أخرى ولا تزال الدائرة مستمرة.

ورغم تشابك الأدوار بشأن اتفاق غزة، إلا أن مصر كان لها الدور الحاسم في وقف الحرب وجرائم إسرائيل في قطاع غزة، وهو الدور الذي ستواصله مصر في محاولة إعادة الحياة للقطاع المدمر فضلا عن الإشراف على تنفيذ باقي بنود الاتفاق.

ولعل ما يجعل هذا الدوري المصري فريدا من نوعه، هو توقيت الحرب التي جاءت في ظروف استثنائية، ليس أقلها سقوط بعض الدول وتلاحم الأزمات العالمية، ولكن في ظل مؤامرة إقليمية على منطقة الشرق الأوسط بأكمله، لكن في النهاية ظلت مصر هي الحصن الوحيد في المنطقة الذي لم تطله المؤامرة رغم أنها ربما كانت المستهدف الأول من كل ما يجرى في المنطقة، فتحية لمصر وشعبها وجيشها.