قبل نحو خمسة أعوام، أعلن الأمريكي الشهير جون فيليكس أنتوني سينا، أنه سيكون المصارع الذي سيفوز بأكثر لقب لبطولة العالم في التاريخ، عاقدًا العزم على تجاوز الأسطورة ريك فلير، الذي يتساوى معه بـ 16 بطولة عالمية، لكل منهما، ويفصله عن هدفه الكبير لقب واحد فقط، كان واثقًا من أنه قادر على فعل ذلك دون أدنى شك.
ولكن قبل أسبوعين، أعلن سينا أنه ينوي الاعتزال في عرض «موني ان ذا بنك»، التابع لـwwe، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات بدون أن يفوز بتحديه.
بعد أكثر من 25 عامًا قضاها في عالم مصارعة المحترفين، سواء كانت الرياضة شعبية أم لا، فأنه حقق فيها الكثير، منذ ظهوره الأول في عام 1999، وحتى اليوم، أثبت سينا مرارًا وتكرارًا أنه النجم الأشهر، الذي نقل اللعبة لمستوى مختلف تمامًا.
حتى الآن، فاز بـ 21 بطولة في المجموع «رقم قياسي»، منها 15 لقب لبطولة العالم، كما لديه رابع أعلى عدد من الأيام مجتمعة بطلًا للعالم، خلف بوب باك لاند، وهالك هوجان، وبرونو سامارتينو.
سيكون عام 2025 لافتًا لسينا، البالغ 47 عامًا، يخوض «رويال رامبل» الأخيرة بالنسبة له، ومنافسات «غرفة الإقصاء الأخيرة». كما يلعب «راسلمينيا» أخيرة بالنسبة له، قبل أن يتوقف في «مونى أند ذا بنك».
«كان هناك الكثير قبلي، وسيكون هناك الكثير بعدي.. أعتقد أن كل ما تبقى لي أن أفعله هو أن أقول شكرًا قبل إغلاق هذا الفصل»، هكذا ودع سينا جماهيره.
ولد جون سينا في 23 أبريل، 1977، في ويست نيوبيري، ماساتشوستيس، شمال الولايات المتحدة.
قبل أن يكمل عامه العاشر، بدأ هوسه بعالم رياضات القوة، بدأ في رفع الأثقال وهو في سن ما قبل المراهقة، وقرر لاحقًا ممارسة مهنة كمال الأجسام، الهوس الذي تحول لاحقًا لميزته التي لا ينافسها عليها أحد، قوة بدنية، وعضلات مفتولة، مع صدر عريض، مميزات حولته لجندي المارين الذي لا يُقهر.
وخلال دراسته، شجعه أستاذه بكلية سبرينجفيلد في ماساتشوستس على أخذ دروس في المصارعة، كان خيارًا مثاليًا له، كونه نشأ وهو يشاهد مصارعة المحترفين، كان والده، الذي يحمل اسم جوني فابيولس، مذيعًا لرياضة المصارعة، الأمر الذي سهل له دخول المجال، وعلمه أسراره الدفينة.
كان صعود سينا إلى أعلى مستويات المصارعة سريعًا، في العام الذي ظهر فيه للمرة الأولى، فاز ببطولة للوزن الثقيل، ولفت انتباه فينس مكماهون، الرجل الأول في عالم المصارعة، فسارع لجلبة لعالم مصارعة المحترفين.
سرعان ما تحول سينا، لاتحاد مصارعة المحترفين WWE في وادي أوهايو، خلال أقل من عامين، اجتاز الاختبارات اللازمة، وكان جاهزًا للانقضاض على الخصوم، في البداية، لعب تحت اسم Prototype، وMr. P، الأمر الذي مكنه من الاحتفاظ ببطولة OVW للوزن الثقيل لمدة ثلاثة أشهر.
منذ اليوم الأول، بات جون سينا مفضلًا لدى الجماهير، وخاض العديد من المباريات القوية، انتصاره الأول، كان أمام المخضرم كريس جيريكو، منذ البداية كان يسعى للفوز بالبطولات، لا شيء غير ذلك، كان جائعًا للألقاب، احتاج فقط لشهرين ليدخل أول تحدٍ له على بطولة العالم، ولكنه خسر أمام الوحش بروك ليسنر، ليتحول هدفه للفوز بلقب الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تحقق في عام 2004 على حساب بيج شو.
بسبب حضوره الطاغي على الحلبة، شرعت له هوليوود أبوابها، مثل أول أفلامه The Marine في 2005، ولكنه لم يحقق النجاح المتوقع منه، فتوقف قليلًا عن التمثيل، مركزًا على هدفه الأول، بطولة العالم.
لم يطل انتظار سينا كثيرًا، بعد سلسلة منافسات جانبية، نجح في الفوز ببطولة العالم WWE، في رسلمينا 21 على حساب JBL.
توالت مرات خسارة سينا للقب، ثم الفوز به، بسبب الطريقة المتسارعة التي كان منظمو مصارعة المحترفين ينتهجونها.
غير أن النجاحات والشعبية الساحقة التي نالها المصارع الشاب، اقنعت WWE، أن يكون الوجه الجديد للاتحاد، على الرغم من وجود مصارعين أكثر خبرة وشهرة منه.
كان محبوبًا بشدة من الصغار والمراهقين، ولكنه غير مفضل من قبل المخضرمين الذين لا تعجبهم طريقة لعبة، وعدم خروجه عن النص دائمًا، ولكن الفريق الأول كان هو من يشتري القمصان والمنتجات التجارية، ومن يحضر جلسات التصوير، هو الفريق الذي يدر المال.
لم تمنع صرخات الاستهجان «سينا سيئ»، التي يطلقها الجماهير ضده، من استعادة اللقب 14 مرة، ويهزم مصارعين كبار مثل ايدج وتربل اتش، وذا روك، وشون مايكلز وكرت أنجل، وكريس جيركوا، غير أن صراعة الأطول كان ضد رفيق دربه، راندي أورتن، الذي تنافس معه على اللقب سبع مرات، وكانت السبب في زيادة رصيده من الألقاب العالمية.
كانت الأمور تسير بسلاله أمام البطل الجديد، غير أن تمزق قوي في عضله الصدر جعلته في حاجة لعملية صعبة، أبعدته عن الحلبات نحو ثمانية أشهر، وجردته من لقب، جعلته يبدأ من جديد بعد التعافي الطويل.
حاول سينا، الذي عاد بشكل أسرع من المتوقع، أن يستعيد اللقب، ولكنه فشل في أربع محاولات، أمام أورتن وتربل أتش،
واضطر للتوقف بسبب إصابة في عضله الرقبة، تطلب أيضًا تدخلًا جراحيًا، العودة هذه المرة كانت أفضل، لأنه فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل على حساب جيركو، الخصم المفضل لدية في عرض Survivor Series.
على الرغم من عدم محبة سينا لدوين، الذي بات نجمًا سينمائيًا مهمًا، إلا أنه سار على نهجه في نهاية المطاف، قرر ترك المصارعة والاتجاه للتمثيل بعد أن حقق عدة نجاحات في هولييود، خاصة في فيلم «صانع السلام»، والآن يستعد ليكون العضو الجديد في سلسلة «السرعة والغضب».
من يعرف سينا جيدًا، يدرك أنه لن يتنازل بسهولة عن حلمة، أمامه ثلاث فرصة لفعل ذلك، في الرويال رامبال، وغرفة الإقصاء، وموني أن ذا بنك، الفوز بأي منهما قد يجله الرجل الأهم في تاريخ مصارعة المحترفين، ويكون «الأعظم على الإطلاق»، ولكن فعل ذلك يتطلب الكثير من الجهد، وهو ما لا يملكه سينا، المنهمك في التمثيل أكثر منه في لعبة لا ترحم.
سواء فاز، أو خسر، قلة من المصارعين يتمتعون بحماس سينا، سيحاول الفوز بها، بحسب عرضه الترويجي، سينا مؤمن بأنه «لا يزال هناك أمل»، ولو لم يفعل ذلك، كان مشواره على الحلبات عرضًا رائعًا ورحلة لا تُنسى.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : جون سينا.. أنهكته العمليات الجراحية.. وبقي حلم أخير - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 01:34 مساءً
0 تعليق