وجهت روسيا، الثلاثاء، تحذيرًا للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بشأن محاولاته المحتملة للسيطرة على قناة بنما، سواء بالإكراه العسكري أو الاقتصادي. وقال ألكسندر شيتينين، مدير قسم أمريكا اللاتينية بوزارة الخارجية الروسية: "نتوقع أن تحترم الأطراف النظام القانوني الدولي لقناة بنما، وهو ممر مائي رئيسي يخدم التجارة العالمية."

وأضاف شيتينين: "تؤكد روسيا التزامها بالحفاظ على حياد القناة ودعوتها لضمان بقاء الممر الدولي آمنًا ومفتوحًا للجميع." كما شدد على أن الولايات المتحدة لا تمتلك الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لبنما.

أهمية قناة بنما للولايات المتحدة

تُعد قناة بنما واحدة من أكثر الممرات المائية أهمية على مستوى العالم، حيث تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتساهم بشكل كبير في التجارة الدولية. بالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر القناة شريانًا حيويًا، إذ يمر بها حوالي 40% من جميع سفن الحاويات الأمريكية.

في الشهر الماضي، أطلق ترامب تهديدًا أثار غضبًا حادًا في بنما، حيث طالب بمناقشة مسألة "استعادة السيطرة الأمريكية على القناة". وجاءت هذه التصريحات كجزء من سلسلة قرارات مثيرة أعلنها الرئيس الجديد، منها إعادة تسمية "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا"، واستعادة السيطرة على موارد حيوية في نصف الكرة الغربي.

رد فعل بنما: السيادة غير قابلة للتفاوض

أثارت تصريحات ترامب بشأن قناة بنما غضبًا عارمًا من الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، الذي أكد على سيادة بلاده التامة على القناة. وقال مولينو: "بصفتي رئيسًا، أريد أن أصرح بوضوح أن كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما وسيظل كذلك." ووصف المحاولات الأمريكية بأنها "غير قابلة للتفاوض"، مؤكداً أن بلاده ستدافع عن سيادتها بكل قوة.
 

الصراع الدولي حول القناة

قناة بنما، التي تم تسليم السيطرة عليها إلى بنما في عام 1999 بموجب معاهدة، أصبحت رمزًا للسيادة الوطنية. ومع ذلك، فإن التهديدات بإعادة النظر في هذا الوضع تفتح الباب أمام توترات دولية بين القوى الكبرى.

بالنسبة لروسيا، يأتي تحذيرها ضمن سياق استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في أمريكا اللاتينية، حيث ترى في أي محاولة أمريكية للسيطرة على القناة تهديدًا للنظام القانوني الدولي وللأمن الإقليمي.

التداعيات المحتملة

إذا أصر ترامب على مطالبه، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى توترات دبلوماسية كبيرة بين واشنطن وبنما، مع احتمالية تدخل دول أخرى مثل روسيا والصين لحماية المصالح الإقليمية. يبقى السؤال الآن: هل سيمضي ترامب في مخططه، أم سيواجه تحديات دولية توقف طموحاته؟