ابو نوار: الاردن متأهب لكلّ السيناريوهات وعلينا عزل انفسنا عن امريكا.. والضفة على اعتاب انتفاضة جديدة - شبكة أطلس سبورت

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

مالك عبيدات - قال الخبير العسكري، اللواء المتقاعد مأمون ابو نوار، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتصف بكونه شخص متقلب باستمرار، ومن الصعب قراءته، مشيرا إلى ضرورة أن تكون ردود الفعل على تصريحاته مدروسة ولا يتمّ تجاهلها، حيث أنه يعتمد على الخداع والتلاعب النفسي لكي يحصل على السيطرة الانعكاسية من عملية ردع وإظهار القوة لكي يحقق ما يريد، كما أنه لا يتحلى بالصبر الكافي على الدبلوماسية.

وأضاف أبو نوار لـ الاردن24 أن ما نشاهده الآن من تكثيف للعمليات العسكرية في الضفة الغربية يأتي متزامناً مع تصريحات ترامب حول عمليات التهجير إلى الأردن ومصر، لافتا إلى أن هذا الواقع سيدفع باتجاه إشعال انتفاضة أوسع نطاقاً من الانتفاضات السابقة، بحيث تكون نقطة انفجار في المنطقة وبخاصة إذا ما تم تحويل الصراع إلى حرب دينية لن يعرف أحد نهايتها، وستكون حرب أحياء ومناطق دموية.

وبيّن أبو نوار أن ما يجري سيعزّز موقف الشعب الفلسطيني في ظلّ فقدان إسرائيل لقدراتها الاستخبارية، بالرغم من الإمكانيات التي تمتلكها، منوها أن إسرائيل ستتفاجأ بغير المتوقع، خاصة في الأماكن الكثيفة بالسكان مثل القدس، التي تعتبر القضية المقدسة.

وتابع اللواء أبو نوار أن "القوة التي تمتلكها إسرائيل ستكون نسبية، خاصة في مواجهة إرادة صلبة لا تقبل فرض أي إرادة أخرى عليها ما سيترتب عليه انهيار أمني، قد يؤدي إلى حلّ السلطة وفوضى كاملة في الضفة، وهذا يدل بكل وضوح على أن اتفاق أوسلو كان وهماً، ونحن الآن نرى نتائجه".

وأشار أبو نوار إلى أن مبادرة ترامب تأتي منسجمة مع مفهوم العدوان الذي مارسته الأنظمة الاستعمارية وأنظمة التمييز العنصري، ونتيجة هذه السياسات الطبيعية والتاريخية هي الانتفاضة، سيّما وأننا لم ننته من الحرب على غزة التي توقفت بهدنة مؤقتة دون حلّ سياسي شامل.

وتابع أبو نوار أن ترامب يضع معاهدات وادي عربة وكامب ديفيد في خطر شديد، فممارساته تشكّل تهديدا وجوديا للقضية الفلسطينية، وليست مجرد تهديد أمني أو اقتصادي بوقف المساعدات للأونروا أو للأردن ، لافتا إلى أن محكمة العدل الدولية أكدت بوضوح قراراتها بخصوص الإبادة الجماعية، كما أن ترامب ينتهك الضمانات المتعلقة بغزة، وهو عضو فيها، دون احترام للوسطاء.

وقال ابو نوار ان مشاهد عودة الغزيّين إلى الشمال دليل واضح على أن الشعب الفلسطيني لن يغادر وطنه، وسيفشل اي خطط للتهجير، مبيّنا ان عودتهم كانت رسالة للعالم بأنهم مصممون على البقاء، وهذا ما سيحصل في الضفة أيضا.

ونوّه ابو نوار أن موقف الأردن ثابت ولن يتغير نظرا لوجود قيادة ومؤسسات قادرة على تجاوز مثل هذه التحديات، فالأردن متأهّب لمثل هذا السيناريو، وأخذ الاحتياطات اللازمة للتصدي للانعكاسات والتداعيات، مؤكدا ان حدودنا غير مستباحة، والجاهزية العسكرية الدفاعية الأردنية، النابعة من مفهوم أمننا الوطني، قادرة وكفيلة بالرد ومستعدة لأي سيناريو.

ورأى أبو نوار أن التحدي يجب أن يواجه بهدوء، كما يجب عزل أنفسنا عن الاعتماد على أمريكا و يمكننا تحقيق ذلك من خلال تحالفات مع دول أخرى وتنويع العلاقات، كما نفعل الآن، خاصة مع خصوم أمريكا مثل الصين لتحقيق التوازن المطلوب، مشيرا إلى أن الأردن مشتبك مع العالم، مثل الاتحاد الأوروبي، واستمرار هذا الاشتباك مع المؤسسات الأمريكية الحليفة للأردن أمر ضروري.

ولفت أبو نوار إلى أن الأردن لعب دوراً كبيراً في استقرار وأمن المنطقة، وكان محطة لإطلاق العمليات ضدّ داعش، فمعظم القواعد الجوية للناتو والحلفاء كانت في أراضينا، وكان لهذا الدور تأثير كبير في استقرار المنطقة، لافتا إلى أن أي خلل في توازن الأردن سيؤدي إلى هزة جيوسياسية في المنطقة بأكملها، مما سيضر بالمصالح الأمريكية.

وبالنسبة للدبلوماسية الأردنية، قال أبو نوار إنها تلعب دوراً مهماً في الوقاية من الأزمات، مشددا على أن اشتباكنا مع العالم مهم جداً، ويجب أن نكون مستعدين لعزل أنفسنا عن أمريكا مستقبلاً إذا استمرت في هذا النهج، فيما أكد الخبير العسكري أن الأردن قدّم الكثير ولم يحصل على المقابل المناسب.

ولفت أبو نوار إلى أن رسالة الفلسطينيين واضحة، وهي رسالة تصميم على عدم مغادرة وطنهم، ورسالة للعالم أجمع، فالفلسطينيون أبدعوا في إيصال هذه الرسالة، لكن هناك مخاوف من أن تعود العربدة الإسرائيلية وتضربهم مرة أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق