ودعها مليون مواطن.. جنازة حزينة لـ أم كلثوم بكت فيها الشوارع والميادين - أطلس سبورت

مديا 0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ودعها مليون مواطن.. جنازة حزينة لـ أم كلثوم بكت فيها الشوارع والميادين - أطلس سبورت, اليوم الاثنين 3 فبراير 2025 04:29 مساءً

«لا إله إلا الله مع السلامة يا صوت الشعب».. قبل 50 عامًا غطى الحزن سماء البلاد وأعلنت حدادها بعد أن ودعت «الست» محبيها الذين تلقوا صدمة خبر وفاتها؛ ليخرج الملايين من الرجال والنساء والشباب والكبار في صمت ودموع، مشهد مهيب لم تشهده مصر من قبل، وكأنهم يسيرون خلف حلم ضاع وشيء لن يعوض؛ حيث كانت جنازة «أم كلثوم» ليست مجرد جنازة، بل كانت وداعًا لأحد رموز الوطن الخالدة، في مشهد لن يُمحى من ذاكرة التاريخ، وتوقفت مصر عن الحركة، وكأنها فقدت روحها.

كان الصباح لا يزال مبكرًا إذ اتخذت الجموع طريقها إلى الميدان الكبير؛ جاء إلى أم كلثوم كل مَن أعطتهم الحب فكان ما عاشته معهم عميقًا صافيًا ونقيًا، حب الخالق والوطن؛ لتوديع الحنجرة التي ألهمت الملايين وصوتها كان وطنًا في حد ذاته، إذ بدت شوارع القاهرة ضيقة رغم اتساعها وتدافع الناس وكأن الأرض تضيق برحيلها، وفقًا لما رصدته كاميرا «ماسبيرو».

cd53b25252.jpg

مشهد جنازة أم كلثوم

في مشهد يكسر القلوب كان النعش محمولًا على أجنحة الحزن؛ والرجال يبكون بصمت، والنساء يصرخن كأنهن فقدن أمهاتهن، وشعر كل مَن سار خلف نعش أم كلثوم أنه فقد شيئًا غاليًا، بسبب الدفء الذي كان يأتي من أغنياتها التي لامست قلوبهم وجراحهم، هذا المنظر لم يكن في شوارع القاهرة فقط بل أبكت العالم العربي بأسره والعالم أجمع نقل الجنازة المهيبة التي لم يكن لها مثيل، في مشهد لن يُمحى من الذاكرة.

53cf101952.jpg

قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، لـ«الوطن»، إن رحيل أم كلثوم كان صدمة كبيرة للجماهير، ولا يمكن تخيل الفن دون وجود الست، لأن منذ أن جاءت أم كلثوم إلى القاهرة عام 1925 حتى اليوم 2025 أحدثت حالة فريدة من نوعها ولم تتكرر خلال الـ100 عام، فنحن نحتفل بقرن من أم كلثوم في حياتنا على مر العصور ومختلف الأجيال كما أنه من المهم الاحتفال بذكرى أم كلثوم الـ50 ومرور هذه السنوات دون وجودها يسبب حالة فقدان عامة لكل من عاصرها حية أو في عاش أغنياتها.

أم كلثوم لم تكن مجرد فنانة، بل كانت وطنًا صغيرًا في قلب كل عربي، وكانت الجنازة بحرا بشريا لا نهاية له، يتوافد الجماهير من كل حدب وصوب، فرحيل «كوكب الشرق» لم يكن عاديًا بل كان صدمة؛ حسبما ذكرت جريدة الأهرام يوم 6 فبراير 1975، أن 3 فبراير 1975م توفيت أم كلثوم في القاهرة، منحت شقيقة أم كلثوم «سيدة» وابنتها «سعدية» زجاجتين من ماء زمزم للأطباء لغسل جثمانها، كان بعثهما «الأمير عبدالله الفيصل» من السعودية يوم وفاتها، وتم لف جثمانها في 11 ثوبًا كان الأخير ثوب من «الملس الأخضر الفلاحى» ويرمز للأرض التى نبتت منها.

e8c85b56f8.jpg

يوم 5 فبراير 1975 فى الساعة الـ6 وعشر دقائق صباحًا وصل الجثمان إلى جامع عمر مكرم، وفي تمام الـ11 أعطيت الإشارة لفرقة موسيقى الأمن، وبدأ موكب الجنازة يتحرك من الجامع لميدان التحرير، وسط ملايين البشر من الجانبين وهديرها يردد «لا إله إلا الله لا إله إلا الله».. «مع السلامة يا ست.. مع السلامة يا ثومة يا صوت الشعب مع السلامة يا عظمة مصر يا صوت الخير»، وكان يتقدم الجنازة الدكتور عبدالعزيز حجازي، رئيس الوزراء، وسيد مرعي، رئيس مجلس الشعب، وحسن كامل، مندوبا عن رئيس الجمهورية، والدكتور عزيز صدقي، مساعد رئيس الجمهورية، وممدوح سالم، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، والدكتور عبدالعزيز كامل، وزير الأوقاف.

«نيويورك تايمز» وصفت في تقرير لها عن جنازة أم كلثوم بـ«أن تهافت الجميع عليها في حياتها، وتدفق مئات الآلاف من الجماهير كالنهر لوداعها»، وصفت أن أم كلثوم «السيدة الأشهر في مصر منذ كليوباترا»، وأنها تغنَّت باسم الوطن والدين ومليئة بالعواطف الحزينة؛ كما وتستمر الأغنية لمدة ساعة أو أكثر، وهي فتاة قروية غنت لأول مرة في حفلات زفاف القرية مع والدها وكانت نجمة ذات جاذبية شعبية هائلة في أوائل التسعينيات.

 

5eb13f7429.jpg

وعلى مدار نصف القرن التالي، وحتى عام 1972 عندما بدأت صحتها تتدهور، أقامت حفلة موسيقية شهرية واحدة على الأقل، ودائمًا يوم الخميس، وأصبح يحتشد الناس في جميع أنحاء العالم العربي حول أجهزة الراديو في المنازل والمقاهي خلال حفلاتها الموسيقية، مع انتشار البث الإذاعي، وأكدت «نيويورك تايمز»، في نهاية التقرير، أن تأثير واستحواذ أم كلثوم على جمهورها بدا واضحًا خلال الجنازة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق