دعا ذوو طلبة مشغلي حافلات النقل المدرسي إلى التأكد من توفير سائقين مؤهلين وذوي خبرة، مشيرين إلى تسبب بعضهم في حدوث إرباكات مرورية نتيجة التسرع، وإعاقة الطريق، ودخول الشوارع السكنية بسرعات عالية، والمبالغة في استخدام «قف».
وشددوا على ضرورة إلزام سائقي الحافلات المدرسية بالقيادة الآمنة وعدم الاستعجال أو زيادة السرعة.
في المقابل، حمّل سائقو حافلات مدرسية أصحاب مركبات خاصة مسؤولية عرقلة الطريق، وعدم الالتزام بمسافة الأمان، إضافة إلى عدم منحهم الوقت الكافي خلال عملية صعود الطلبة ونزولهم من الحافلة.
وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة: محمد منير، وعبدالله سالم، وعبيد حمزة، وسهيل مسلم، أن بعض سائقي الحافلات لا يحافظون على مسافة الأمان بينهم وبين المركبات على الطريق، كما يتعمد البعض عرقلة الطريق، خصوصاً في فترة الصباح، ويبادرون بفتح ذراع «قف» والطلبة لايزالون في منازلهم، إضافة إلى تغيير حارة السير بشكل مفاجئ ومن دون مراعاة للمركبات الأخرى.
كما عبرت نورا السلامي، ومنال وصفي، وسحر مصطفى، عن قلقهن من تجاهل سائقي حافلات مدرسية لاعتبارات الأمان خلال القيادة، خصوصاً خلال الدخول والخروج من الشوارع الفرعية، حيث تكون سرعتهم عالية ولا يبالون بالسيارات القادمة، إضافة إلى التوقف وفتح ذراع الإشارة «قف» من دون وجود طلبة قرب الحافلة.
وطالبن بتنظيم دورات توعية للسائقين حول القيادة الآمنة وسلوكيات الطريق حتى يتواكب العنصر البشري مع التطور والتقدم التكنولوجي الذي يشهده قطاع النقل المدرسي في الدولة.
في المقابل، أكد سائقو ومشرفو حافلات مدرسية، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم يشعرون بالقلق إزاء تزايد السلوكيات التي يشهدونها على الطرق خلال رحلاتهم للمدرسة والمنازل، بسبب قلة صبر سائقي المركبات الخاصة، التي تتضمن قيام سائقي مركبات خاصة بالتجاوز، واستخدام آلة التنبيه لإرغام السائق على التحرك قبل صعود الطلبة أو نزولهم من الحافلة، وتجاهل إشارة «قف»، وعدم ترك مسافة الأمان الإلزامية حول وخلف الحافلة.
وأشاروا إلى أن المشكلة تصبح أكبر في رحلات الذهاب إلى المدرسة في فترة الصباح، بسبب زيادة عدد السيارات على الطرق، وفي الوقت ذاته فإن صبر الكثير من سائقي المركبات الخصوصية بات محدوداً، حيث يتنقلون بين الحارات خلال الإشارة الواحدة، ولا يظهرون مراعاة لخصوصية الحافلات المدرسية وسلامة الأطفال، لافتين إلى أن رحلاتهم مراقبة من خلال غرفة الإدارة والتحكم التابعة للجهات المنظمة للنقل المدرسي، لضمان سلامة الطلبة وأمنهم، وأي تجاوز قد يصدر من سائق تتم محاسبته فوراً.
وأكدت دائرة التعليم والمعرفة أن على المدارس إنشاء خطة للتعامل مع مخاوف أولياء الأمور وفقاً لدليل أبوظبي الإرشادي لتنظيم حركة سير الحافلات المدرسية، كما يجب أن تكون السلطة النهائية لاتخاذ القرار بيد مدير المدرسة أو مجلس الأمناء، وأن تكون السلامة هي الاعتبار الرئيس عند تقييم الشكوى، وليس الظروف الشخصية أو الملائمة.
ويبين دليل أبوظبي الإرشادي لتنظيم حركة سير الحافلات المدرسية، أنه وفقاً للإحصاءات المحلية من القيادة العامة لشرطة أبوظبي، بلغ متوسط عدد الحوادث المرورية الناتجة عن الحافلات المدرسية، خلال الأعوام من 2018 إلى 2022، نحو 11 حادثاً في العام، حيث ينسق مركز النقل المتكامل مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي لحصر وتحليل الحوادث وتحديد أسبابها، لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها.
وأكد «دليل تنظيم سير الحافلات المدرسية»، الصادر عن مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، أن مسؤوليات السائق تتضمن عدم قيادة الحافلة بسرعة تتجاوز المحدد لكل طريق، وعدم الوقوف عند التقاطعات ومفترقات الطرق، وعلى ممرات عبور المشاة والأماكن غير المخصصة للحافلات، وإيقاف المركبة بطريقة محاذية للرصيف وعند الأماكن المصرح فيها بذلك، وتشغيل إشارات الوميض الأمامية والخلفية، وفتح ذراع إشارة «قف» الجانبية، واستخدام الإشارات أو العلامات على الإطار الخلفي للحافلة مثل علامة «الحافلة فارغة» وتعليقها بالصورة المطلوبة على الزجاج الخلفي، والامتناع عن أي شيء يصرف انتباهه عن الطريق بما في ذلك الشرب والأكل أو استخدام الهاتف عند قيادة الحافلة.
ودعا الدليل إلى إجراء تدريب مناسب، وبصورة منتظمة، لتثقيف الطلبة والسائقين والحافلات المدرسية بحدود المناطق الخطرة حول الحافلة والتأكد من الابتعاد عن المنطقة الخطرة طوال الوقت، والاقتراب من الحافلة عند إعطاء السائق الإشارة للقدوم إليها فقط، وعدم المشي أو اللعب وراء الحافلة، وعدم التوقف لالتقاط أي شيء يسقط من الطالب في المنطقة الخطرة، والتأكد من عمل ذراع «قف» وومضات الحافلة عند العبور، إضافة إلى انتظار إشارة السائق قبل البدء في العبور.
وشدد على أن يتوقف سائقو المركبات السائرة في الاتجاهين بشكل كامل عند فتح ذراع «قف» في الطرق المفردة بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار، والتوقف الكامل لجميع المركبات السائرة في الطرق المزدوجة، بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار، فيما لا يجوز لقائد الحافلة فتح الإشارة الجانبية لذراع «قف» في الطرق التي تتكون من ثلاثة مسارات أو أكثر، ولا يجوز له إنزال الطلبة في الطريقين المزدوجين في اتجاهين متعاكسين (اللذين يفصل بينهما جزيرة وسطية) لعبور الطالب إلى الجانب الآخر.
وحذر الدليل من أن الحافلات المدرسية تلتزم حالياً بتركيب نظام Arm Stop، وهو نظام كشف للمركبات المخالفة، إذ تراقب الكاميرات المخالفين الذين يواصلون القيادة عند فتح الذراع، أو يتوقفون بالقرب من الحافلة، ويصدر تنبيه صوتي للطلبة لتحذيرهم من المركبة المخالفة.
وأكدت الجهات ذات الاختصاص المشاركة في إعداد الدليل، أنه يمكن أن تقلل عوامل عدة من المخاوف والشكاوى التي يواجهها مخططو النقل المدرسي، حيث يمكن تجنب بعضها من خلال التعاون مع الجهات المعنية بالنقل المدرسي التي لديها سياسة واضحة وعملية مراقبة قائمة، ومناخ عمل منفتح يشعر فيه سائقو الحافلات المدرسية بالراحة في إبلاغ المشرفين بها بقضايا السلامة في أي وقت خلال العام الدراسي، كما يمكن لمدير النقل المدرسي أن يؤدي جولات طويلة في نقاط توقف مختلفة خلال العام الدراسي لتقييم مسار الحافلات المدرسية وظروف التوقف بكل منها.
تدريب السائقين
أكدت مواصلات الإمارات، في بيان إعلامي أصدرته مع بداية العام الدراسي الجاري، خضوع 10 آلاف و728 سائقاً لبرنامج تدريب صارم، بلغ إجماليه 51 ألفاً و777 ساعة، عبر 28 برنامجاً تدريبياً متخصصاً، كما أكمل 6723 مشرفاً ومشرفة نقل وسلامة في الحافلات 39 ألفاً و488 ساعة من التدريب من خلال 28 برنامجاً تدريبياً مخصصاً، ما يعكس مساعي الحفاظ على أعلى معايير السلامة والاحتراف.
وشددت على الالتزام بالسلامة من خلال الإشراف التشغيلي في الوقت الفعلي، حيث يراقب فريق متخصص في مركز العمليات المتطور التابع لمواصلات الإمارات جميع أنشطة الحافلات بدقة، ويضمن الامتثال لقواعد السلامة المرورية وتوفير استجابات فورية لأي مشكلات ناشئة.
5 ضوابط
ألزمت شرطة أبوظبي سائقي الحافلات المدرسية بخمسة ضوابط لتحقيق السلامة للطلبة أثناء نقلهم من المدرسة
وإليها، هي: عدم استخدام الهاتف أثناء قيادة الحافلة المدرسية، والتقيد بالسرعات القانونية، وصيانة الحافلة قبل التحرك، واستخدام ذراع «قف» عند صعود الطلاب وعند نزولهم، وربط حزام الأمان للطلاب.
وحثت السائقين على الانتباه والتركيز أثناء القيادة، والاهتمام بالمشاة وعلامات الطريق ومحيطه، وإرشادات عناصر المرور والتقيد بها، تجنباً لوقوع الحوادث، مؤكدة مواصلة جهودها في تكثيف التوعية لتعزيز السلوكيات الإيجابية للسائقين والتعريف بالقوانين والأنظمة حفاظاً على سلامة الطلاب أثناء توجههم وعودتهم من المدارس، كما حددت مهام تقع على عاتق المشرفين والمشرفات، تشمل التأكد من جلوس الطلاب على المقاعد، والالتزام بالهدوء أثناء سير الحافلة، والإشراف على سلامتهم أثناء الصعود والنزول من وإلى الحافلة، والاتصال بالجهات المعنية في الحالات الطارئة، والتأكد من إخلاء الحافلة من الطلبة أثناء توقفها النهائي.
ذوو طلبة:
. سائقو حافلات مدرسية يدخلون الشوارع السكنية بسرعات عالية، ويبالغون في استخدام «قف» والطلبة لايزالون في منازلهم.
سائقو حافلات مدرسية:
. كثير من أصحاب المركبات الخاصة يعرقلون الطريق بعدم التزامهم بمسافة الأمان، وعدم منحنا الوقت الكافي خلال عملية صعود الطلبة ونزولهم من الحافلة.
. 11 حادثاً، متوسط حوادث الحافلات المدرسية سنوياً.
0 تعليق