«ليالي النبوية» للكاتب محمد زيان.. رحلة في حارات ودروب الحي الشعبي - شبكة أطلس سبورت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«ليالي النبوية» للكاتب محمد زيان.. رحلة في حارات ودروب الحي الشعبي - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأحد 2 فبراير 2025 09:10 مساءً

صدر للكاتب الصحفي محمد زيان نائب رئيس التحرير بمؤسسة أخبار اليوم، رواية جديدة بعنوان «ليالي النبويَّة»، تُسافر في أعماق الحي الشعبي بمنطقة الدرب الأحمر ومساجده الضاربة في أعماق التاريخ، وتنوعات الحياة اليومية هناك، والعلاقات الاجتماعية بين السكان بعضهم البعض، وطبيعة البشر واختلاف القيم والأخلاقيات بين الأجيال الجديدة، عن سِيرة الراحلين الباقية وفضائلهم، وعَالَم الدراويش المنتشر في هذه البقعة من أرض مصر، والتي تزخر بالمساجد التاريخيَّة ومقامات آل البيت.

ترصد الرواية عَالَم الدراويش ومُحبى آل البيت وأهلّ المدد، الذين ينتشرون حول مسجد السيدة فاطمة النبويَّة ابنة الإمام الحسين، رضى الله عنهما وأرضاهما، وطبيعة علاقتهم بالمجتمع المحيط بهم، وكيف يلتقون مع البشر؟ وتفاهماتهم مع المحيط حولهم، وحالهم عندما يزورون المسجد والمقام، حيث تحكى الرواية عن عائلة درجلي، وهو فران قرَّر الانتقال من صعوبة العمل في درجة الحرارة المرتفعة داخل الفرن ومشقة اليوم الطويل لفتح مقهى بجوار مسجد السيدة فاطمة النبويَّة يتجمَّع حوله الدراويش ومُحبو السيدة فاطمة النبويَّة، وتنشأ علاقة الحُب بين هؤلاء الوافدين من كل شبرٍ في بر مصر، وخلف كل واحدٍ منهم حكاية قادته إلى هذا المكان، وكيف كان عطوفًا على هؤلاء الذين ليس لهم بيت، فيُطعمهم ويقوم على طلباتهم ورعايتهم والاهتمام بهم، وكسوتهم، كما يبيتون إلى جواره، بل إن الذين ليس لديهم أُسر كان هو من يمد لهم يد العون، وقد احتضن الدراويش في منطقة النبويَّة هو وأولاده حتى صار له من أبنائه من يحكى بلسانهم ويهيم في الحياة مثلهم.

تحكى الرواية سِيرة خالدة من رجالات الدرب الأحمر أمثال محى أبو رانيا، وهو رجل يشتهر بحب الناس والوقوف إلى جانبهم في السراء والضراء، حتى إنه وقف مع مدير الأمن عقب اندلاع أحداث الفوضى في مصر وحصار مديرية أمن القاهرة ومنع مدير الأمن من الخروج، وشهامته مع أهالي الدرب الأحمر، ومثله الحاج عبده أبو كرش، الذى كان يُشتهر بحب أهل المنطقة وهو تاجر مخدرات كبير.

تُحاول الرواية إلقاء الضوء على القدوة والشخصيات البارزة في منطقة الدرب الأحمر والنبويَّة، مثل شخصية العميد حسن درويش، المحب لآل البيت، ورئيس المباحث محمد بيه فرح، اللذين تعاونا على إصلاح حال المجتمع وتحويل الحرامية إلى مُبلطين وإرسالهم إلى السعودية ليعودوا أصحاب أعمال وعمارات وتوديعهم طريق السرقة والحرام، وهم معروفون حتى اليوم في دائرة الخليفة والدرب الأحمر والسيدة عائشة، لكى يقتدى بهما الشباب الذين يعملون في قطاعات الشرطة.

كما تُلقي الرواية الضوء على عَالَم الجريمة وتجارة المخدرات في هذه المنطقة، وحكاية البرج الزفر، الذى كان دولاب مخدرات، وتحوَّل صاحبه وهو جعظري جواظ إلى خادم في مسجد السيدة فاطمة النبويَّة، وحكاية حوارى وحديدة وجريمة الاتجار وترويج البودرة في أوساط الشباب الجامعي وقتلهما الشباب.

كما ترصد الرواية حركة صعود وانحدار العائلات وأولاد الذوات، أمثال نزيه القص وغيره كثيرون ممن جار عليهم الزمن.

ترصد الرواية أيضًا التغيُّرات التي طرأت على المنطقة وسط حركة المجتمع وظاهرة الأثرياء الجُدد أو أصحاب الفلوس الجديدة كما يُطلق عليهم، الذين حقَّقوا ثروات وبنوا عمارات من التنقيب عن الآثار، وهو ما تشتهر به منطقة الدرب الأحمر، حيث تتناول الرواية شخصية حموكشة وسنتريسى، فالأول كان يعمل ميكانيكي موتوسيكلات وأصبح بين عشية وضحاها من أثرياء المجتمع، حيث العمارات والمطاعم والسيارات الفارهة، والثاني الذى يحلم أن يُصبح مثله ويُنقِّب عن الآثار في بيته.

تُحاول الرواية إلقاء الضوء على التغيُّرات التي طرأت على قيم وأخلاقيات أهالي منطقة من المناطق التي دائمًا ما تشتهر بالكرم والرجولة وحُب الغريب وتقديم يد العون له، واحتضان الدراويش مُحبى آل البيت، وظهور جيل جديد من الناس تُغاير أخلاقه وأفعاله تمامًا مَن سبقه من آباء وأجداد.

يختم زيان روايته برسالة عن الأخلاق، وهى البطل الحقيقي الذى يبحث عنه الكاتب على لسان جلاليبو، وهو درويش جاء من أقصى الصعيد يلبس ست عشرة جلابية فوق جسده، يبعث بكلماتٍ تُلخِّص واقع التراجع في القيم والأخلاق حين يقول: "الحاج محى أبو رانيا مات، المعلم عبده أبو كرش مات، مات الكبار الذين كانوا يعطفون علينا وما تبقَّى إلا الصبية في الطرقات يرموننا بالعبارات والألفاظ القبيحة والشتائم التي ما كنا نسمعها من قبل، فقد كنا نسمع عبارات العطف والحنان علينا، الكل كانوا يُحبوننا، والآن لا أحد يقول لنا كلمة طيبة، كل الشوارع والحارات التي نسلكها إلى المقام مليئة بالأطفال والصبية الذين يتجاوزون معنا بالفعل والقول، يقذفوننا بالطوب، ومنهم مَنْ يسحب جلاليبنا مُحاولًا سرقة نفحات أهل البِر التي يُعطونا إياها ونحن في طريقنا إلى النبويَّة، يا له من زمنٍ غير الزمن وأخلاقٍ غير الأخلاق، ما كنا نتمنى أن نعيش هذه الأيام بعدما رحل الكبار أهل الحِكمة والأخلاق، لم يعد أحد يفتح أحضانه غير السيدة فاطمة النبويَّة أم الحنان والأيتام أمثالنا، الذين فقدوا أهاليهم وذويهم وساروا في حب آل البيت، ربما يأتي يوم ولا نستطيع الوصول إلى هنا من نُدرة الأخلاق والصبيان الذين غيَّروا طبيعة أهل الدرب الأحمر، وغيَّروا كل شيء، فهم يتجمعون على رأس كل حارة ودرب وعطفة وزقاق يتعاطون المخدرات التي غيَّبت عقولهم، يشتمون المحاسيب الذين لا طاقة لهم بالدنيا غير الذِّكر وحُب الأولياء وآل البيت، لم تعد هنالك من نفحات ولا كلمات طيبة، فقد مات الخير مع هؤلاء، حتى الدراويش ما عادوا يقصدون المنطقة كسابق عهدهم، لقد تغيَّر كل شيء، لم يعد هناك مستقر لنا ولا مكان لراحة قلوبنا، فقد ذهبت الأخلاق مع الذين ذهبوا، نأتي يوم مولد النبويَّة ونتفرَّق بقية العام عند آل البيت في ربوع مصر، كنا نسكن وننام ونحيا هنا بين المسجد والمقام في أحضان ستنا وعطف أهل الخير والبِر".

اقرأ أيضاً
ربع قرن على أفضل (100) رواية عربية

«ابن صفية».. رواية تجمع بين التاريخ والمجتمع في معرض القاهرة للكتاب

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق