لماذا صعد اليمين المتطرف بكل العالم..! - أطلس سبورت

مديا 0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا صعد اليمين المتطرف بكل العالم..! - أطلس سبورت, اليوم الخميس 30 يناير 2025 11:15 مساءً

شهد العالم مؤخراً صعود اليمين المتطرف ووصوله إلى السلطة بشكل غير مسبوق، واليمين دائماً يشكّل عامل قلق لأنه يميل للصدام والسياسات المتطرفة التي تسبّب عدم الاستقرار وتخل بالتوافقات العامة السائدة، وهذا الصعود يأتي على خلفية سيادة الاتجاهات اليسارية في الثقافة العالمية لدرجة متطرفة كما في قضية دعم الشذوذ، وهذا هو بيت القصيد فتطرف اليسار أدى لخلق ردة فعل يمينية مضادة ما كانت لتجد حاضنة شعبية لولا تطرف اليسار، كما أن اليسار فشل في الوفاء بوعوده في تحقيق الرفاه وجعل الواقع أفضل، وربما ليس عادلاً لوم اليسار على بنية الاقتصاد المتعثر في كثير من الدول التي تحكمها عوامل دولية تتجاوز قدرة السلطات المحلية على التأثير فيها، لكن اليمين استغل حالة الإحباط من الوعود اليسارية بإطلاق وعود طوباوية بتحقيق الرفاه واستعادة العظمة الوطنية المفقودة، وعندما يفشل اليمين بتحقيق وعوده ستنقلب الآية ويهرع الناس إلى اليسار وبقدر تطرف اليمين ستكون سرعة انقلاب توجهات الرأي العام باتجاه اليسار كما حصل عند انتخاب باراك أوباما، لكن الحقيقة أن تحقيق الرفاه والعظمة لا علاقة له بوصول تيارات اليسار واليمين إلى السلطة، إنما له علاقة بنوعية شخصية وعقلية الرئيس وفهمه الجذري لآليات الدولة، وتحديداً ما يسمى بالدولة العميقة، فغالب فشل اليمين واليسار في إدارة الدولة سببه شخصية وعقلية الرئيس وليس التيار الذي يتبناه، ولذا وصول اليمين في أنحاء العالم إلى السلطة لن يحقق آمال الشعوب إذا لم يكن من وصلوا إلى السلطة هم من فئة التكنوقراط/‏‏الخبراء/‏‏ المتخصصين، أي الذين لديهم فهم معمق لآليات الدولة، والانتخابات غالباً لا تضمن وصول هذه الفئة المؤهلة إلى السلطة لأنهم لا يمتلكون غالباً الشخصية الجماهيرية التي تتمتع بمهارات استعراضية تجذب الجمهور، حيث أصبحت الانتخابات تماماً كمسابقات اختيار أفضل نجم غناء، وغالباً أصحاب المهارات الاستعراضية هم أسوأ فئة يمكن أن تصل إلى السلطة سواء أكانوا من اليمين أو اليسار، وللأسف إن الشعوب لا تتعلم من أخطاء الماضي ولا تتعظ بأخطاء الآخرين، وغياب الخطاب الفكري المعمق الذي يوعي الشعوب بهذه الحقائق سبب انجراف التيار الشعبي وراء انتخاب الأكثر نجومية بدل الأكثر تأهيلاً وكفاءة، لكن مما يعزز من فرص استمرارية سيادة اليمين المتطرف تبنيه قضايا مقلقة للرأي العام مثل الهجرة بخاصة مع زيادة الجريمة والعمليات الإرهابية للمهاجرين والشعور بتهديد الهوية القومية من وجودهم، فاليسار لا يملك حلولاً لقضية المهاجرين سواء الشرعيين أو غير الشرعيين، مع العلم أنه واقعياً الدول الغربية تحتاج للمهاجرين بسبب انخفاض نسبة المواليد وللقيام بالمهن التي يتكبر المواطن الغربي على العمل بها، فحسب دراسة حديثة لمؤسسة برتلسمان الألمانية تحتاج ألمانيا لتدفق سنوي يبلغ 288 ألفاً - 368 ألف مهاجر، ولذا واقعياً وعود اليمين بالتخلص من مشكلة المهاجرين هي غير قابلة للتحقيق، وفي فترة رئاسة ترمب الأولى عندما ساهمت سياساته بتوفير فرص عمل في المصانع الأمريكية للمواطنين تفاجأ بأن المواطنين يتكبرون على العمل فيها بخاصة إن الرواتب غير مجزية ولذلك عمل المهاجرين فيها هو الوسيلة الوحيدة لبقائها، لكن بسبب التضييق على المهاجرين قامت عدة شركات أمريكية بنقل مصانعها إلى المكسيك، لذا السياسات المتطرفة التي يعد بها اليمين المتطرف تصطدم بحجر الواقع المعقد، فالوعود الطوباوية التي يطلقها اليمين المتطرف تقوم على تبسيط غير واقعي لأسباب كل الأحوال غير المرضية للجمهور، والخطاب الفكري المعمق يفترض أن يوعي الجمهور بهذه الحقيقة لكي تكون خياراتهم أكثر واقعية وليست مدفوعة بالأحلام الطوباوية التي لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق