مالك عبيدات - قال نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور جواد العناني، إن التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير غالبية المواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، تؤشر على حقيقة النوايا الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة، ما يفرض علينا التحسّب لها.
وأضاف العناني لـ الاردن24 أن موقف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واللاءات الثلاث التي أطلقها (لا للتهجير، لا للتوطين، لا لتهويد القدس) يمثّل جدارا وسدّا منيعا أمام المخططات الأمريكية، وتؤكد أنه لا يمكن القبول بهذا الطرح بأي شكل من الأشكال.
وتابع العناني أن الطرح الأمريكي قد يكون معقدًا بالنسبة للأردن، لأننا نعتمد على المساعدات الأمريكية، والتي ستستمر حتى نهاية عام 2025، وسيحتاج اتخاذ قرار بشأن المساعدات الجديدة (8 - 13) شهرًا على الأقل، ما يعطينا مساحة للمناورة والتحرك دبلوماسيًا، مع استثمار علاقات الأردن مع الدول الأخرى دون تصعيد الموقف بشكل غير محسوب.
وأشار العناني إلى أن الأردن تحمّل الكثير خلال السنوات الماضية من استقبال للاجئين بشكل فاق قدرته على التحمل، وأحد مظاهر ذلك الضغط اضطرارنا لإيقاف بعض أشكال الدعم لفترة معينة.
ورأى العناني أنه يجب أن يستمر دعم الأردن بالمساعدات، لتجنيب المملكة مزيدا من الضغوط، ومنع تفاقم الوضع الداخلي، خصوصًا مع عدد السكان الذي تجاوز (13) مليونًا، وهو رقم كبير بالنظر إلى التحديات الاقتصادية واللاجئين.
ولفت العناني إلى أن الانفراجة في سوريا ولبنان لم تدفع اللاجئين للعودة في ظلّ عدم وضوح الوضع في سوريا، رغم أن الأمور هناك تتحسن. لكن هذا لا يعني أن اللاجئين السوريين في الأردن سيعودون قريبًا، بل على العكس، ربما يعود فقط 30% منهم في المستقبل المنظور.
ونوّه العناني أن الأردن يتحمّل مسؤوليات ضخمة، خصوصًا في ظلّ شح الموارد، وهو ما يفرض عليه ضغوطًا إضافية، مشيرا إلى أن الأردن بحاجة إلى حلول استراتيجية تضمن استمرار الاستقرار دون تحميلنا أعباء إضافية لا يمكننا تحملها.
وتابع العناني: "البعض يعتقد أن بإمكاننا الاستمرار في دعم اللاجئين بلا حدود، لكن الحقيقة أن الأردن بحاجة إلى مساعدة حقيقية، سواء من المجتمع الدولي أو من الدول العربية الشقيقة".
وأشار العناني إلى أن المشاكل الأمنية أيضًا تشكل تحديًا كبيرًا، حيث تستمر محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود، مما يستنزف قواتنا الأمنية ويضعنا في حالة استنفار دائم.
ودعا العناني لتكثيف الجهود الدبلوماسية وجذب استثمارات اقتصادية تعزز استقرار الأردن، وتساعده على مواجهة هذه التحديات دون أن يكون عبئًا على موارده المحدودة.
وشدد على ضرورة وضع خطة واضحة واحتياطية تحمي مصالحنا، وتضمن استقراره على المدى الطويل، دون أن نكون عرضة لضغوط غير محسوبة.
وختم العناني حديثه بالقول نحن نعمل بجد على هذا الملف، ونأمل أن نتمكن من الحفاظ على التوازن في مواجهة هذه التحديات.
0 تعليق