غادر الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقر إقامته في البيت الأبيض متوجهاً إلى الكونجرس لأداء اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة. هذه اللحظة التاريخية تمثل بداية فترة جديدة في المشهد السياسي الأمريكي، وسط تطلعات كبيرة وأجواء مليئة بالترقب. عودة ترامب إلى البيت الأبيض تأتي بعد حملة انتخابية مليئة بالوعود والطموحات المثيرة للجدل.

أجواء حفل التنصيب: احتفالات وشحن سياسي

حفل التنصيب، الذي شهد حضور شخصيات سياسية بارزة، بما في ذلك الرؤساء الأمريكيون السابقون وعائلاتهم، كان محطة اهتمام عالمي. غاب عن الحفل السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، ما أثار تساؤلات حول التوترات المستمرة بين عائلة أوباما وترامب.

وسط هذه الأجواء، تعهد ترامب خلال كلمته الافتتاحية بالعمل على "إعادة أميركا إلى مجدها" من خلال تنفيذ سياسات صارمة في الهجرة، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وإعادة تعريف العلاقات التجارية الدولية.

وعود ترامب الأولى: جدول أعمال مزدحم منذ اليوم الأول

تعهد ترامب في حملته الانتخابية وفي تصريحات لاحقة بعدة وعود كبيرة ينوي البدء بتنفيذها فور توليه المنصب:

الهجرة: أكد ترامب عزمه إطلاق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، مستهدفًا المهاجرين غير المسجلين، مع تركيز خاص على من لديهم خلفيات إجرامية.

إنهاء حق المواطنة بالولادة: يسعى ترامب لتغيير النظام الذي يمنح الجنسية لأي مولود داخل الأراضي الأمريكية، وهو ما سيواجه تحديات قانونية ودستورية.
 

تعزيز الاقتصاد عبر فرض تعريفات جمركية: يخطط ترامب لفرض تعريفة بنسبة 25% على الواردات القادمة من كندا والمكسيك لحماية الاقتصاد المحلي، رغم التحذيرات من عواقب ذلك على العلاقات التجارية.

زيادة إنتاج النفط: وعد ترامب بزيادة الحفر والتكسير الهيدروليكي لخفض تكاليف الطاقة وتحقيق الاعتماد الذاتي.

العفو عن متهمي هجوم الكابيتول: أثار هذا الوعد جدلاً كبيراً، حيث أشار ترامب إلى نيته العفو عن المتورطين في أحداث 6 يناير 2021.

خلفية الأحداث: بين الحملات الانتخابية والتحديات

يأتي هذا التنصيب في سياق سياسي مليء بالتحديات، إذ استمر ترامب في استقطاب الرأي العام الأميركي بآرائه وسياساته المثيرة للجدل. حملته الانتخابية ركزت على قضايا الهجرة، الاقتصاد، والطاقة، مما أثار اهتمام الناخبين وأعاد تشكيل المشهد السياسي. هذه العودة تمثل خطوة مفصلية في تاريخ السياسة الأميركية، خاصة مع تطلع ترامب لتثبيت إرث سياسي قوي.