أعلنت السلطات الروسية، اليوم الأربعاء، عن نجاح الدفاع الجوي الروسي في تدمير 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا باتجاه مقاطعة بريانسك، دون وقوع أي إصابات أو أضرار. وقال حاكم المقاطعة، ألكسندر بوغوماز، عبر قناته على تليجرام، إن "العدو نفّذ محاولة جديدة لشن هجوم واسع على أراضينا، لكن قوات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الروسية تمكنت من اعتراض وتدمير الطائرات قبل أن تصل إلى أهدافها، بما في ذلك 3 طائرات نفاثة".

تصاعد الهجمات الجوية الأوكرانية على الأراضي الروسية

تشهد المناطق الحدودية الروسية، ومنها بريانسك وبيلغورود وكورسك وفورونيج، هجمات متكررة من قبل القوات الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ. ويعدّ هذا الهجوم الأخير واحدًا من سلسلة ضربات جوية تستهدف منشآت عسكرية ومدنية في روسيا، في ظل تصاعد التوترات الميدانية بين الطرفين.

اتهمت موسكو كييف باتباع "أساليب إرهابية"، مثل استخدام الطائرات المسيرة الهجومية والقصف المدفعي ضد المدنيين، في محاولة لصرف الانتباه عن فشل ما وصفته روسيا بـ"الهجوم المضاد" الذي أطلقته أوكرانيا في يونيو 2023. وتؤكد روسيا أن هذه الهجمات تأتي كرد فعل على تراجع التقدم الأوكراني في المعارك البرية، وتهدف إلى إحداث اضطرابات أمنية داخل الأراضي الروسية.
 

حماية المجال الجوي الروسي أولوية قصوى

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تواصل تعزيز دفاعاتها الجوية لمنع أي خروقات محتملة، حيث جرى مؤخراً تكثيف عمليات المراقبة والرصد على الحدود الروسية-الأوكرانية. وأكد بوغوماز أن فرق الطوارئ تقوم بمسح المنطقة للتأكد من عدم وجود أي مخاطر أو أضرار ناتجة عن الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها.

الحرب الجوية: أداة رئيسية في الصراع الروسي الأوكراني

باتت الطائرات المسيرة تلعب دورًا محوريًا في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، إذ تستخدمها كييف لاستهداف منشآت استراتيجية داخل روسيا، بينما تعتمد موسكو على تقنياتها الدفاعية لاعتراض هذه التهديدات. وتشير التقارير إلى أن أوكرانيا باتت تعتمد على تكتيكات جديدة في استخدام المسيرات، في محاولة لاختراق أنظمة الدفاع الروسية المتطورة.

استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

منذ 24 فبراير 2022، تواصل روسيا تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والتي تهدف، وفقًا لموسكو، إلى نزع سلاح أوكرانيا وإزالة التهديدات الأمنية التي تمثلها على روسيا، فضلاً عن حماية سكان دونباس الذين تقول إنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل كييف على مدار 8 سنوات.

مع استمرار التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، يبدو أن الحرب الجوية ستظل عنصرًا حاسمًا في الصراع القائم. وبينما تواصل كييف تكثيف هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة، تؤكد موسكو أنها قادرة على التصدي لهذه التهديدات عبر أنظمتها الدفاعية المتقدمة.