شهدت فعاليات المنتدى الأول للدكتوراه في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال مناقشات ثرية لقضايا الذكاء الاصطناعي وتمكين المرأة وتحسين الصورة الذهنية، حيث تناولت ورش المنتدى الذي نظمته الجامعة الأهلية برعاية الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج بمشاركة أكثر من 50 باحثًا وباحثة في مرحلة الدكتوراه من البحرين والسعودية، أحدث الأبحاث والدراسات في هذا المجال الحيوي، مما يعكس الدور المتزايد لهذه التقنيات في تعزيز الأداء الإعلامي والاجتماعي.

وقد سلطت مشاركات الباحثين بشير التاروتي، وعفاف المحيسن، وزينب محسن زين الدين الضوء على دور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تطوير المحتوى الإخباري والترويجي، ودعم قضايا المرأة والترويج السياحي، بما يعكس أهمية التقنيات الحديثة في تعزيز الأداء الإعلامي والاجتماعي، ويسهم في تحقيق التحول الرقمي في مختلف القطاعات ويعزز من تحقيق أهداف الرؤى الاستراتيجية الخليجية في هذا المجال.

ودعا الباحثون إلى المزيد من الاستثمار في البنى التحتية التكنولوجية وتأهيل الكوادر الاعلامية مع تأكيد حضور القيم والمثل في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي خاصة فيما يرتبط بالمهنية والموضوعية والصدق ومكافحة الأخبار والبيانات الزائفة والمضللة.

وقد شارك الباحث السعودي بشير حسن التاروتي في المؤتمر، حيث قدم ورقة علمية بعنوان “تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في تطوير المحتوى الإخباري للمواقع الإلكترونية التابعة للقنوات الفضائية”. استعرض التاروتي أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة ودقة وسرعة إنتاج المحتوى الإخباري، مشددًا على خصائصه مثل تحليل البيانات الضخمة وتقديم محتوى مخصص للجمهور. ودعا التاروتي المؤسسات الإعلامية إلى الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وتدريب الكوادر الإعلامية، مع التأكيد على أهمية القيم الأخلاقية لمكافحة الأخبار الزائفة.

أما الباحثة السعودية عفاف المحيسن فقد قدمت دراسة بعنوان “الأطر الإعلامية لمعالجة المحتوى المرئي عبر المنصات الرقمية ودورها في الترويج السياحي”، تحت إشراف البروفيسور عبدالصادق حسن. وقد أظهرت الدراسة أن الإعلام الرقمي أصبح أداة رئيسية في استقطاب السياح من خلال تقديم تجارب تفاعلية تعتمد على الصور والفيديوهات الجذابة. وأكدت المحيسن أن المنصات الرقمية، مثل يوتيوب، تعزز فرص الترويج للأماكن السياحية بشكل فعال، مع إمكانية الوصول إلى جمهور عالمي.

وقدمت الباحثة البحرينية زينب محسن زين الدين دراسة حول تأثير منصة الإنستغرام في تعزيز تمكين المرأة البحرينية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030، تحت إشراف البروفيسور علام حمدان. أوضحت الدراسة كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة محورية في تشكيل الرأي العام ودعم قضايا المرأة البحرينية. ركزت زين الدين على تحليل حسابات الجهات الداعمة لتمكين المرأة، مستخدمة ثلاث نظريات أساسية: النظرية النسوية، ونظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، ونظرية ثراء الوسيلة الإعلامية. وأظهرت النتائج أن الإنستغرام يُعد منصة غنية ومؤثرة، قادرة على تعزيز وعي النساء وزيادة مشاركتهن في الحياة العامة وصناعة القرار. أوصت الدراسة بتطوير استراتيجيات الإعلام الرقمي وتعزيز التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني لدعم قضايا المرأة البحرينية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.