اتهمت حركة حماس إسرائيل بتعطيل تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرة إلى استمرار إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من جنوب قطاع غزة إلى شماله. وقالت الحركة في بيان أصدرته اليوم السبت: "لا زال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ الاتفاق، مما يعيق عودة النازحين ويثير مخاوف من تأثير ذلك على المراحل المقبلة من الاتفاق".

وأكد البيان أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تعطيل أو تأخير في تنفيذ بنود الاتفاق، محذرة من تداعيات ذلك على المسار الإنساني والسياسي.

صفقة تبادل الأسرى: إطلاق سراح 200 فلسطيني مقابل 4 مجندات إسرائيليات

في تطور مرتبط بوقف إطلاق النار، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم عن إتمام الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، أفرجت إسرائيل عن 200 أسير فلسطيني، بينهم:

114 أسيرًا أمنيًا نُقلوا من سجن عوفر إلى رام الله.

70 أسيرًا تم إبعادهم إلى مصر.

16 أسيرًا نُقلوا إلى قطاع غزة.

في المقابل، أطلقت حماس سراح 4 مجندات إسرائيليات، تحمل إحداهن الجنسية البلغارية، في إطار الوساطة القطرية. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الدولية لتعزيز عملية وقف إطلاق النار في غزة.

تصريحات الطرفين ومخاوف مستقبلية

وأعلنت حماس أنها قدمت قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم، والذين تضمّنوا 121 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، فيما أكدت أنها تسعى لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق كاملة.

من جهتها، أكدت إسرائيل على تنفيذ الاتفاق بوساطة قطرية ودولية، لكنها لم تعلّق على اتهامات حماس بشأن منع النازحين من العودة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الإفراج عن الأسرى يهدف إلى استكمال المرحلة الثانية من الصفقة، لكن التوترات بين الطرفين لا تزال قائمة، خاصة مع استمرار التحديات الميدانية.
 

روسيا تدخل على الخط بشأن مواطنيها في غزة

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها تبحث مع قيادة حركة حماس مصير مواطنين روسيين محتجزين في قطاع غزة، وهما ألكسندر تروفانوف ومكسيم خاركين. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، خلال مكالمة هاتفية مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، أن موسكو تولي أهمية قصوى لإطلاق سراح مواطنيها في أقرب وقت ممكن.

التحديات أمام تنفيذ الاتفاق

رغم التقدم في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن استمرار إغلاق الطرق ومنع عودة النازحين يثير تساؤلات حول استقرار الاتفاق ومستقبله. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تستمر لمدة 42 يومًا، ستكون اختبارًا لقدرة الطرفين على الالتزام بتعهداتهما، خاصة مع التوترات السياسية والميدانية التي لا تزال قائمة.

ويعكس الاتفاق أهمية الجهود الدولية، خاصة الوساطات القطرية والمصرية، في التوصل إلى حلول إنسانية تُسهم في تخفيف معاناة المدنيين وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.