أعلنت وزارة الخارجية السودانية، اليوم السبت، أن ميليشيا الدعم السريع ارتكبت "مجزرة مروعة" استهدفت المستشفى السعودي في الفاشر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 مدنيًا، معظمهم من النساء والأطفال. وأفادت الوزارة أن الهجوم تم باستخدام طائرات مسيرة استهدفت قسم الحوادث بالمستشفى، حيث كان يتلقى الضحايا العلاج.

وجاء في البيان أن هذه المجزرة تمثل تصعيدًا خطيرًا، معتبرة أن الهجوم كان ردًا على الهزائم العسكرية المتتالية التي تكبدتها ميليشيا الدعم السريع على يد القوات المسلحة السودانية، خاصة في مناطق الجيلي، الخرطوم بحري، والفاشر.

تقدم عسكري للجيش السوداني وانسحابات للدعم السريع

شهدت الأيام الأخيرة تقدمًا كبيرًا للجيش السوداني في مناطق عدة بالعاصمة وضواحيها، ما أدى إلى انسحاب ميليشيا الدعم السريع من مواقع استراتيجية. وأفادت تقارير بأن الدعم السريع انسحبت من مناطق شرق النيل، و الحاج يوسف في بحري ،و السوق العربي ووسط الخرطوم.

كما أعلن الجيش السوداني عن إكمال المرحلة الثانية من عملياته الحربية، حيث التقت قواته القادمة من بحري مع القوات المتمركزة في القيادة العامة للقوات المسلحة بوسط الخرطوم. ونتيجة لذلك، تم طرد قوات الدعم السريع من مصفاة الخرطوم، التي تعد منشأة استراتيجية في العاصمة.
 

انسحاب الدعم السريع جنوبًا

بحسب شهود عيان وتقارير إعلامية، انسحبت ميليشيا الدعم السريع من وسط بحري إلى شرق النيل، ومن هناك بدأت بالتوجه جنوبًا عبر كوبري سوبا نحو جبل أولياء، فيما يبدو أنه إعادة تموضع أو انسحاب استراتيجي تمهيدًا للخروج النهائي من العاصمة.

وتأتي هذه التحركات بعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالعاصمة، مما أدى إلى تصاعد التوترات وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين.

الوضع الإنساني في الفاشر

تشهد مدينة الفاشر أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل تصاعد العمليات العسكرية واستهداف المرافق المدنية، حيث يُعد الهجوم على المستشفى السعودي من أسوأ الانتهاكات. وأشارت تقارير حقوقية إلى أن النساء والأطفال هم الفئات الأكثر تضررًا جراء التصعيد المستمر.

وأكدت وزارة الخارجية السودانية أن هذه الجرائم تستدعي إدانة دولية واسعة، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين والمنشآت الحيوية.