الحرف اليدوية تراث شعبي يمنح المملكة ميزة نسبية بقلم: مشعل بن خلف الصقير - شبكة أطلس سبورت

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرف اليدوية تراث شعبي يمنح المملكة ميزة نسبية بقلم: مشعل بن خلف الصقير - شبكة أطلس سبورت, اليوم الجمعة 24 يناير 2025 02:42 مساءً

الحرف اليدوية ليست مجرد مهن بسيطة تمتهنها الأيدي، بل هي مرآة تعكس هوية الشعوب وحضارتها، وقصص تُروى عن إبداع الإنسان وقدرته على تحويل البساطة إلى جمال خالد. وفي المملكة العربية السعودية، تمثل الحرف اليدوية كنوزًا ثقافية تعبر عن تنوع البيئات والموروثات، فمن نسيج السدو، الذي يعكس حياة البادية، إلى مشغولات الفخار والخوص التي ترتبط بالواحات، وصولًا إلى الحِلي الفضية والنحاسية التي تعكس الحرفية الدقيقة، تحمل هذه الفنون عبق الماضي وتاريخ الأجداد.
إن الميزة النسبية التي تميز الحرف اليدوية في المملكة تتجلى في قيمتها الثقافية والاقتصادية. فهي ليست مجرد أدوات أو قطع للزينة، بل شاهدة على أصالة هذا الوطن وثرائه الحضاري. وبفضل الجهود التي تبذلها الدولة في إطار رؤية المملكة 2030، أصبحت الحرف اليدوية محورًا أساسيًا لتعزيز الاقتصاد الثقافي والسياحة في المملكة العربية السعودية. وتعمل المبادرات المختلفة على دعم الحرفيين وتمكينهم من خلال توفير التدريب اللازم وفتح أسواق جديدة لترويج منتجاتهم محليًا ودوليًا. وهذا الدعم يضمن استمرارية هذا التراث وانتقاله للأجيال القادمة، وتقديرًا لهذه القيمة الكبيرة التي تحملها الحرف اليدوية، قررت دولتنا الرشيدة أن يكون عام 2025م عامًا للحرف اليدوية، في خطوة تعكس التزام المملكة بالحفاظ على هذا التراث الوطني وتعزيز مكانته على الصعيدين المحلي والعالمي، وهذه المبادرة سوف تعزز من مكانة الحرف اليدوية كرمز للهوية الثقافية، وتفتح أبوابًا جديدة أمام الحرفيين لإبراز إبداعاتهم وتحقيق استدامة اقتصادية لهذه الفنون..
إن الحرف اليدوية تمثل أيضًا عامل جذب سياحي كبير، فالزوار الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم لا يبحثون فقط عن زيارة الأماكن التاريخية، بل يرغبون أيضًا في تجربة الثقافة المحلية والتفاعل مع الحرفيين ورؤية فنونهم عن قرب. وهذه التجربة ليست مجرد نشاط سياحي، بل فرصة لفهم عمق الثقافة السعودية والتعرف على القيم التي تحملها هذه الحرف.
إن المسؤولية في الحفاظ على هذا التراث لا تقع فقط على عاتق الجهات الرسمية، بل هي واجب كل فرد في المجتمع. ومن خلال دعم الحرفيين بشراء منتجاتهم، وزيارة الأسواق التقليدية، وتسليط الضوء على أهمية هذه الحرف في وسائل الإعلام، ويمكننا جميعًا أن نُسهم في إبقاء هذه الموروثات حية ومزدهرة.
إن الحرف اليدوية ليست مجرد إرث مادي نفاخر به، بل هي روح تعبر عن عمق انتمائنا لهذا الوطن. إنها قصة أجدادنا، وإبداع حاضرنا، وأمل مستقبلنا. وإن الحفاظ عليها ليس مجرد مسؤولية تاريخية، بل هو واجب وطني ورسالة حب ننقلها للأجيال القادمة.
الحرف اليدوية هي بصمة هوية وجسر بين الماضي والحاضر، وهي عنوان يروي حكاية المملكة التي لا تنتهي. فلنجعلها جزءًا من حياتنا اليومية، ولنكن شركاء في إبراز جمالها، فهي ليست مجرد فنون من الماضي، بل شريان يضخ الإبداع في حاضرنا ومستقبلنا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق