التقيت مؤخراً بسعادة السفير الليبي الدكتور سليمان الساحلي في دولة الكويت وهو شخصية استثنائية تجمع بين عمق الفكر ورقي الأدب وحنكة السياسة.. هذا الرجل ليس مجرد سفير أو مسؤول سابق بل هو شاعر وأديب مثقف يترك أثراً في كل من يلتقي به مما جعل اللقاء معه تجربة فريدة من نوعها.
الدكتور سليمان الساحلي الذي شغل مناصب وزارية في السابق يتمتع بخلفية ثقافية وأدبية عميقة حيث تجده ينسج الكلمات بحرفية شاعر ويطرح الأفكار برؤية المثقف الواعي.. وخلال حديثنا لفتني الشبه الكبير بينه وبين الدكتور غازي القصيبي رحمه الله فكلاهما جسد الشخصية المتعددة الأبعاد التي تجمع بين الأدب والسياسة والإنسانية مع قدرة على مخاطبة العقول والقلوب معاً.
في الحديث معه وجدت فيه رؤية فلسفية للحياة مبنية على التجارب الغنية والمواقف الوطنية حيث تحدث عن قضايا الأمة العربية وهمومها بشفافية وصدق مما أضاف بُعداً عميقًا للنقاش كما أبدى شغفه الكبير بالأدب والشعر وقرأ لي مقتطفات من قصائده التي تنبض بالوجدان وتعكس حب الوطن والإنسانية.
ما يميز الدكتور الساحلي ليس فقط علمه وثقافته بل تواضعه وروحه الدافئة التي تشع طاقة إيجابية.. كانت هناك لحظات شعرت فيها وكأنني أستمع إلى الدكتور غازي القصيبي نفسه خاصة عندما تطرق إلى أهمية التوازن بين الأدب والسياسة ودور المثقف في توجيه المجتمعات نحو التغيير الإيجابي!
هذا اللقاء لم يكن مجرد جلسة حوار عادية بل كان درساً في الحياة والثقافة.. الدكتور سليمان الساحلي يمثل نموذجاً حياً لما يجب أن يكون عليه المثقف العربي في زمن التحديات شخص قادر على الجمع بين الفكر والعمل وبين الكلمة والموقف.
خرجت من اللقاء بامتنان كبير لهذه التجربة التي ستبقى محفورة في ذاكرتي مؤمناً بأن شخصيات مثل الدكتور الساحلي تلهمنا جميعاً لنطمح نحو الأفضل في حياتنا الشخصية والمهنية.