مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تواجه أوكرانيا تحديات غير مسبوقة على المستوى السياسي والعسكري، حيث قد تؤثر التحولات في السياسة الأميركية على فرص إعادة انتخاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ووفقًا لتحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن تراجع الدعم الشعبي لزيلينسكي، إلى جانب موقف ترامب المثير للجدل من أوكرانيا، يزيد من تعقيد المشهد السياسي الأوكراني.

انخفاض شعبية زيلينسكي: أسباب داخلية وخارجية

منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، حافظ زيلينسكي على دعم شعبي كبير بلغ ذروته بنسبة 90%، لكنه تراجع إلى ما يقرب من 50% وفقًا لاستطلاعات حديثة. الانتكاسات العسكرية، وفضائح الفساد داخل الحكومة، وصراعات داخلية في القيادة الأوكرانية، ساهمت جميعها في هذا التراجع.

من جهة أخرى، أعادت المعارضة الأوكرانية، بقيادة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، تنشيط حضورها السياسي، مستفيدة من الانتقادات الأميركية ضد زيلينسكي وتصاعد الجدل حول موقف إدارة ترامب من دعم أوكرانيا.

ترامب: تحدٍ سياسي واقتصادي لأوكرانيا

يُعد تنصيب ترامب حدثًا مفصليًا لأوكرانيا، حيث كان ترامب سابقًا متشككًا في المساعدات العسكرية المقدمة لكييف. تصريحات ترامب السابقة، التي شككت في الدعم الأميركي لأوكرانيا، قد تدفع زيلينسكي إلى إعادة النظر في استراتيجيته الدبلوماسية.

ووفقًا لتقارير، فإن زيلينسكي يسعى لتحسين علاقاته مع فريق ترامب، حيث التقى الرئيس الأوكراني ترامب في نيويورك في سبتمبر الماضي، فيما تواصل رئيس أركانه أندريه يرماك مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ومستشار الأمن القومي مايكل والتز. ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه اللقاءات ستؤدي إلى تحسين العلاقات بين البلدين.
 

أزمة الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا

في ظل الأحكام العرفية المفروضة منذ بدء الحرب، لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا حاليًا. ومع ذلك، فإن المعارضة الأوكرانية تُراقب عن كثب الانخفاض التدريجي في شعبية زيلينسكي، حيث تظهر الاستطلاعات أنه قد يتخلف عن منافسين محتملين مثل فاليري زالوجني، القائد السابق للجيش وسفير أوكرانيا الحالي في بريطانيا.

ورغم أن البرلمان الأوكراني يمدد الأحكام العرفية بانتظام، فإن احتمالية إجراء انتخابات فور رفعها ستفتح الباب أمام معركة سياسية شرسة قد تُغير وجه القيادة الأوكرانية.

التحركات الدبلوماسية في الكواليس

أشارت الصحيفة إلى محاولات فريق زيلينسكي كسب ود الإدارة الأميركية الجديدة من خلال قنوات دبلوماسية غير رسمية. وأبرزها مناقشة صفقة لشراء حقوق اللغة الأوكرانية لكتاب ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس الأميركي، مما يعكس محاولات كييف لاستمالة الإدارة الأميركية الجديدة بطرق مبتكرة.

ما هو تأثير تراجع الدعم الشعبي؟

مع انخفاض الدعم الشعبي لزيلينسكي، قد يواجه الرئيس الأوكراني صعوبات متزايدة في الحفاظ على سلطته كقائد أعلى للبلاد خلال فترة الحرب. قد يؤدي هذا التراجع إلى تقويض قدرته على التفاوض مع روسيا، خاصة إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ما قد يفتح الباب أمام المعارضة لاستغلال الموقف لصالحها.

التحديات المقبلة لزيلينسكي

السياسات الأميركية الجديدة: يتعين على زيلينسكي التعامل بحذر مع إدارة ترامب التي أبدت ترددًا في تقديم دعم عسكري كبير.

انتخابات محتملة: في حال إجراء انتخابات بعد رفع الأحكام العرفية، قد يجد زيلينسكي نفسه في مواجهة قوية مع منافسين مدعومين داخليًا وخارجيًا.

إعادة كسب الدعم الشعبي: يجب على زيلينسكي اتخاذ خطوات فاعلة لاستعادة ثقة الأوكرانيين، من خلال إصلاح حكومته وتحقيق تقدم ملموس في الحرب.